درجت العادة على التقاط الصور التذكارية في ختام المناسبات والمؤتمرات حيث يصطف المشاركون أمام الكاميرات في صفوف تطول أو تقصر حسب عدد المشاركين في هذه المناسبة أو تلك. فإذا لم تكن الجهة المنظمة قد حددت مواقع المصطفين فإنهم يقفون حسب تقديراتهم الشخصية. وفي كل صورة تذكارية في العالم يوجد شخص على طرف الصورة وليس الزعماء والرؤساء استثناء. ذلك ان كل صف أو خط مستقيم له بداية ونهاية ولا يوجد صف يحتوي الجميع في منتصف الصورة!
***
هذه بديهيات يدركها العقلاء وتفرضها طبيعة الأمور ومنطق الحياة. أما الذين في قلوبهم مرض من المتمحكين المجادلين النازعين إلى التفسيرات الخبيثة التي يجيرونها ضد خصومهم. فإن وقوف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في طرف الصف في الصورة الجماعية في ختام قمة العشرين في الأرجنتين، أمر يستدعي التفسير والتأويل والغمز واللمز، وتلك رثاثة وانحطاط مهني (واطي) شاركت فيه جهات تزعم أنها مؤسسات إعلامية لكنها تصرّ على الضحك على ذقون جمهورها الميال إلى هذه النوعية الساذجة من الأخبار التي كانت حكرا على الصحافة الصفراء.
***
بعد مرور وقت قصير على تلك الهمروجة الإعلامية التي كذبتها اللقاءات الكثيرة لولي العهد السعودي مع العديد من زعماء العالم في ذلك المحفل الدولي، أتحفتنا تلك المصادر الإعلامية (العالمية) بأخبار غريبة عن (النظرات المتبادلة) بين الرئيس ترامب والروساء السابقين في حفل تأبين الرئيس الراحل جورج بوش. فما عادت وسائط الإعلام تكتفي بنقل وتحليل البيانات والتصريحات التي يطلقها السياسيون بل صار شغلها الشاغل رصد العيون وتفسير النظرات وحركة الرموش في حروب الثأر الاعلامية التي لا نهاية لها مثلما يبدو.
www.salahsayer.com
@salah_sayer