يحدث أن يدخل شخص معافى إلى المشفى لسبب ما، وفي هذه الأثناء يلاحظ الأطباء عطبا في أحد أعضائه فيقررون إجراء عملية جراحية له. وأثناء الجراحة تحدث للمريض مضاعفات خطيرة لم تكن في الحسبان. وذلك ما حدث في سورية التي كان الناس فيها ينعمون بعيش هادئ واستقرار وأمان. بيد أنه في بدايات الاحتجاجات (الربيع العربي) مارست الأجهزة الأمنية القوة المفرطة ضد الناس فكشفت تلك الممارسات عن العضو المعطوب الذي دفع العالم إلى المطالبة بحماية الناس وتغيير النظام.
> > >
ما كانت غرفة العمليات مهيأة طبيا لكثرة الشبابيك المفتوحة فيها بما يسمح بدخول الأغبرة و«الجراثيم» والهواء الملوث، وكذلك الأبواب ما كانت محكمة الإغلاق الأمر الذي سمح بخروج بعض الأطباء والممرضين ودخول سواهم واختلط الحابل بالنابل. فتبدد حلم النور وتجلت العتمة، وتلوث المشهد بشعارات الظلام وحالة المريض تزداد سوءا وتهدد حياته. وأمست مزايدات «النحر» تعلن على رؤوس الأشهاد، والعيون المذعورة ترقب ليبيا وأحوالها المتدهورة. فحار الأطباء في مصير المريض مثلما حاروا في معرفة هوية بعضهم البعض حيث الجميع يخفي وجهه بالقناع الطبي.
> > >
«لا طبنا ولا غدا الشر» لم يشف المريض والشر باق. وسورية تهوي إلى قاع مرعب، وأجهزة مراقبة المريض تعلن حراجة موقفه الصحي. فما العمل؟ سأل رئيس الأطباء. ليجيبه شخص من وراء القناع الطبي «المهم نواصل العملية التي جئنا لتنفيذها» فهتف بعض الملثمين «تكبير»! حينها قام طبيب معروف بحكمته ورجاحة عقله ونزع قناعه الطبي ليعرفه الجميع وقال «سورية وأهل سورية أهم، وينبغي السعي إلى وقف هذه العملية من أجل وقف مضاعفاتها الخطيرة وإنقاذ حياة المريض».
www.salahsayer.com
salah_sayer@