شاهدت الفيلم الفرنسي بنات الشمس Girl of the Sun للمخرجة Husson Eva والفيلم يعرض لكفاح النسوة الكورديات في سورية والعراق في مواجهة الدواعش، وتدور أحداثه حول انضمام صحافية غربية (مصورة) إلى فريق عسكري نسوي كوردي بقيادة ثائرة كوردية. وتصر الصحافية على تغطية المعركة في جبهة القتال.
واثناء نوبة الحراسة تسأل الثائرة الكوردية رفيقتها الصحافية ان كانت موجودة معهم لإظهار الحقيقة للناس؟ فترد الصحافية بالنفي (!) وقالت ما معناه (انها معهم من أجل الحقيقة، أما الناس فلا يبحثون عن الحقائق انهم يصغون للوعود والأحلام)!
***
عبارة موجعة يمكن فهمها على انها (تلزم الصحافي بالبحث عن الحقيقة لكنها وفي الوقت ذاته تلزم الجمهور بالعثور على الحقائق) فإن كانت صناعة الخبر الحقيقي أو المحتوى الإعلامي الجيد مسؤولية الإعلامي فإن العثور على ذلك المحتوى مسؤولية الجمهور المتلقي. وكما انه من الصعب تطبيق الديموقراطية في مجتمع غير ديموقراطي، فكذلك الحقيقة أو الجودة لا تزهران في مجتمعات مغرمة بالأوهام والأحلام وغير معنية بالجودة.
ويطربها (الهشك بشك) ويقنعها الدكتور (شكوكو) وقديما قيل ان الجمهور الناقد الصارم يصنع فنّا راقيا.
***
العبارة التي وردت على لسان الصحافية في الفيلم تعبر عن لسان حال المسرحيين والكتاب والمصورين والفنانين وعموم المبدعين الجادين الملتزمين بالجودة والحرص على التمامية أو أنهم لا يتقنون صناعة التفاهة أو الأكاذيب ويعملون في مجتمعات تروج فيها التفاهة ويقبل فيها الجمهور على الأكاذيب والأعمال الساقطة.
اما الحقائق والإتقان فتطفو على سطح المجتمعات العقلانية التي اعتادت البحث عن الحقيقة وعن الجودة. فالصحافية تشارك في جبهات القتال من اجل رصد حقيقة المعركة، اما الجمهور فيلهث وراء الوعود والأحلام. فما جدوى الصورة وللمشاهد عيون لا تبصر.
www.salahsayer.com
@salah_sayer