دون سواها من المخلوقات نقوم بوصف الأغنام أو الإبل بكلمة (الحلال) فالأبال حين يهم بالذهاب إلى حيث ترعى الإبل العائدة له يقول (رايح إلى الحلال) ومثله الغنام راعي الغنم.
أما الجزاف الذي يعمل وسيطا بين صيادي السمك وباعته من السماكين فلا يصف الأسماك بالحلال. وكذلك المزارع لا يطلق هذه الكلمة على الزروع. غير أني وفي «بلجرشي» في منطقة الباحة جنوب السعودية تحدثت مع نحال يعمل في تربية النحل وحين هم باصطحابي الى المنحل الخاص به قال (هيا نذهب الى الحلال) فأدركت ان كلمة الحلال قد تستعمل لوصف أشياء اخرى وتعطي نفس المعنى.
> > >
هاوي تربية الجياد لا يعرف للخيل بديلا أو مثيلا، ومثله جامع العصافير حين يطرب لتغريد عصافيره وكأن صوتها يتنزل من السماء. وكذلك صائد السمك (الحداق) يستنشق رائحة الاسماك الطازجة كرائحة العطور والبخور.
فالناس فيما يعشقون مذاهب. ولهذا يتجمع المنتمون لهواية محددة ويتبادلون المعلومات التي تهمهم وتسرهم (دون سواهم من الناس) وقد يجرون عمليات بيع وشراء في مزادات قد تصل إلى مبالغ خيالية بالنسبة لنا نحن الذين نجهل هذه الهواية أو تلك. فنعجب من خبر بيع تيس بآلاف من الدينارات أو جمل بملايين الريالات أو الدراهم.
> > >
قبل ايام تم تداول فيديو يصور عملية بيع حمامة بمبلغ عشرة آلاف دينار كويتي، وقد شكل هذا الخبر فرصة لغوغاء الأرض يتهكمون فيها على خلق الله ويتطاولون على كرامتهم وقد فاتهم ان مشتري الحمامة هاوٍ وتاجر وسوف يبيع البيضة الواحدة بسعر مرتفع. وخلال فترة وجيزة تكون الحمامة قد باضت ذهبا لصاحبها (المطيرجي) فالحمام النادر غالٍ لدى أصحاب الحمام أو الحلال.
وكل ما علينا ان نحترم هوايات الآخرين ومزاجاتهم وقناعاتهم. فالبخور الذي نستحسن رائحته في ثيابنا ومنازلنا ومساجدنا تعتبر رائحة كريهة لدى سوانا من البشر.
www.salahsayer.com
salah_sayer@