أقام العرب دولا وممالك في فترات زمنية مختلفة، أسهمت في تطور الحضارة البشرية.
وقد برز في مجتمعاتهم المتعاقبة أفراد كثر مهروا في مجالات عديدة، مثل الرياضيات والطب والمعمار والفلك والأدب والملاحة والجغرافيا وعلم النبات والاجتماع والهندسة.
وأشير إلى دعوة «استئناف الحضارة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، وهي دعوة نبيلة تسعى إلى استعادة الشغف بالعلم وحب التعلم الذي خبرته المجتمعات العربية القديمة، فمكنها ذلك من المساهمة في الحضارة الإنسانية بالاعتماد على قوة العلم والثقافة والمعرفة.
***
لم تمر دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مرور الكرام على تلفزيون أبوظبي، فقد توقف قادة الإعلام هناك عند هذه الدعوة الكريمة وتأملوا فيها جيدا، ليطلقوا برنامجا تلفزيونيا مميزا يُعرض هذه الأيام على شاشة تلفزيون أبوظبي يحمل اسم «استئناف الحضارة»، من تقديم الزميل عبدالرحمن الحارثي الذي يعرض فيه بعض الملامح الحضارية العربية في شتى المجالات، فكان ذلك أمرا حسنا حيث يعمل على تذكير المشاهدين بصفحات مضيئة من التاريخ العربي، مثل بيت الحكمة في بغداد أو الأمجاد البحرية للربان العربي أحمد بن ماجد.
***
برنامج «استئناف الحضارة» يرسخ دورا إضافيا للشاشة العربية غير الترفيه ومشاهدة الدراما «الموسمية»، فهو بالإضافة الى أنه يتكامل مع دعوة رئيس الحكومة الإماراتية، فإنه يقوم بتلفزة الجوانب المضيئة في التاريخ العربي الذي يسعى الحاقدون إلى تشويهه أو ترويج بدائل غير عربية.
كما أشير في هذه العجالة إلى العمل الدرامي «عبور» الذي يعرضه تلفزيون أبوظبي، والذي تدور أحداثه في مخيم «مريجب الفهود» للاجئين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والذي يشرف على خدماته الطبية «الهلال الأحمر» الإماراتي، حيث يعرض العمل لمعاناة اللاجئين السوريين، كما يسلط الضوء على الجهود الخيرة للحكومة الأردنية وكذلك الجهود الإغاثية الإماراتية.. إنها ضربة فنية ذهبية حققت أهدافا عدة في رمية واحدة.
www.salahsayer.com
@salah_sayer