عرف الإنسان النار، منذ القدم، وعرف قدراتها العجيبة سواء السلبية أو الإيجابية، المفيدة والضارة.
فاستخدمها في الإضاءة والطبخ والتدفئة وصهر المعادن، وحذر من خطورتها في الحرائق وسخرها في حروبه ضد الأعداء.
وفي خاتمة مقالته عن (التحليل النفسي للنار) يذكر الباحث المغربي «سعيد بو خليط» ان (ظاهرة كالنار بخاصياتها المتناقضة تحتم افتراض منهجية تنطلق من الثنائية الكبيرة التي تحيط بالنار وهي أنه بقدر ما تحرقنا هذه النار، فإنها تضيئنا)!
***
أكتب عن النار وأشير إلى أننا لسنا اول من اكتشف النار وسيطر عليها على وجه هذا الكوكب.
ذلك ان بعض علماء الانثروبولوجيا والآثار والتاريخ يقولون ان الإنسان المنتصب (هومو ايريكتوس) هو أول من عرف النار واستعملها، ربما لأغراض التدفئة.
وثمة شواهد تاريخية واكتشافات أثرية تعود إلى قبل مليون سنة تؤكد ان استعمال النار تم في داخل كهف في جنوب أفريقيا وان إشعال النار في الموقد تم بفعل فاعل وليس بسبب البرق أو الحريق.
***
في كتاب «حضارات ما قبل التاريخ» يذكر الباحث العراقي «خزعل الماجدي» ان (فكرة الدين التي تستند إلى جوهر واحد هو «وجود المقدس» يمكن ان تكون قد بدأت من النار لأنها تحمل نمطا خاصا يختلف عن بقية ما يراه الإنسان في عالمه) ويضيف (ان عبادة النار هي أقدم العبادات البشرية لأن النار ولدت الخوف عند الإنسان وأثار شكلها وقوة تدميرها خيال الإنسان حتى تصور انها طاقة كامنة يمكن أن تنطلق وتدمر، ويمكن السيطرة عليها أيضا والانتفاع بها.
فهي أقرب إلى الشكل الملموس للآلهة أو لقوى الطبيعة الغامضة الخفية).
www.salahsayer.com
@salah_sayer