سليمان الكوح
من يتطلع منا إلى الممارسة الديموقراطية سيعرف ان الأداء الديموقراطي لمجالس النواب مر بفترات متميزة واخرى معطلة، خاصة خلال السنوات الاخيرة، مما شكل بالفترة الاخيرة لدى البعض احساسا بكره الممارسات الديموقراطية رغم الايمان الداخلي لدى كل فرد بأننا جبلنا على الديموقراطية والشورى وحتى قبل إنشاء البرلمان، لكن ممارسات بعض النواب ادت الى تدني لغة الحوار والخطاب، ما ادى الى طغيان المصالح الفردية على حساب مشاريع التنمية واصبحنا نتطلع الى حل مجلس الامة، ونتمناه ان يكون حلا دستوريا حبا للديموقراطية ورغبة في التغيير لمجموعات من النواب عسى ان يكون في ذلك فائدة وان يشكل تطلعا للمستقبل المشرق لبلدنا الكويت.
الآن حُل مجلس الامة ودعا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لانتخابات في 17/5/2008، وذلك انطلاقا من ايمان سموه الراسخ بالديموقراطية وجميعنا يتمنى ان تكون هناك لحظات نتأمل فيها وضعنا كشعب، هل نحسن الاختيار من خلال اختيارنا الصحيح لمرشحين من المفترض ان يتقدموا لنا ببرامج انتخابية ذات تطلعات استراتيجية في جميع مجالات التنمية السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية قابلة للتنفيذ ببرامج محددة زمنيا طوال فترة المجلس المقبل نحاسبهم عليها؟
لنلتفت ونرى هل جميع المرشحين لديهم برامج انتخابية؟ للأسف لا، وحتى نحسن الاختيار يجب ان نطالبهم بذلك ولنميز فكرهم، فالترشيح ليس بالتركيز على مصالح وتطلعات ضيقة، فالكويتيون بخير ولدينا من التطلعات كشعب اكثر بكثير ممن لا يحسن الا التركيز على كسب عواطف الناس وتصغير عقولهم، اذن فهي مسؤوليتنا نحن الشعب ان احسنا الاختيار فنحن الصواب وان تم عكس ذلك فلنتحمل عواقب سوء اختيارنا.
لكن نقولها ان الكويت تستحق منا الكثير، فلنخرج لها من الكفاءات المتميزة وليسترح البعض ممن مللنا من ادائهم واخذوا من الفرص الكثير، والذين كانوا سببا في التعطيل وعدم الإنجاز، وكنا نحن من ذلك الخاسرين كشعب وقبلها بلدنا الكويت.
فالمطالبة الآن هي بوضع برامج انتخابية واستراتيجيات تنموية قابلة للتطبيق والمحاسبة ومن لا يحسن ذلك فليسترح ويرحنا من ترشيحه ولتكن المحاسبة للنواب السابقين الذين أعادوا ترشيح انفسهم كبيرة لإفساح الفرص للكفاءات الواعدة، فالكويت تستحق من يمثلها التمثيل الوطني الخالص.
أعيدوا حساباتكم ويجب ألا تغلب عليكم إلا مصلحة واحدة هي مصلحة الوطن وليكن اختيار الشعب هذه المرة مختلفا لنعيد افتخارنا بديموقراطيتنا، وليفتخر الجميع بأننا بذلك كشعب نحسن الاختيار.