سليمان الكوح
رغم الجهود التي يبذلها رجال الداخلية للحد من المخالفات المرورية، الا ان ارقام المخالفات كبيرة واعدادها ضخمة مقارنة بدول عديدة، حيث تم تسجيل 6857 مخالفة مرورية منها 122 مخالفة رعونة واستهتار وتسابق بالشوارع العامة خلال يوم واحد فقط وقبلها تم الاعلان عن اعداد وارقام كبيرة في الاسابيع والاشهر الماضية.
ان ما عرفناه يدعونا للبحث عن اسباب ذلك، رغم اننا عايشنا تعديلات جرت في قانون المرور وتضمنت رفع معدلات العقوبة للمخالفات المرورية، ومع ذلك لم يجد ذلك مع ما نعايشه يوميا من ارتفاع ارقام المخالفات المرورية.
جميعنا يعرف ان هناك اسبابا اخرى لذلك منها زيادة الكثافة السكانية، وبالذات العمالة الوافدة وذلك يدعونا للتساؤل حول السبب الحقيقي والذي ارى انه يتلخص في الاستهتار وغياب الوعي وعدم احترام هيبة القانون.
ليس المهم ان نقبض على المخالفين، رغم اننا نؤيد ذلك، ويجب القيام به ليحترم الجميع القانون، الا انه يجب علينا العمل على الوقاية والحد من القيام بالمخالفات، وهذا يستدعي ان نغير ونطور اساليب التوعية المرورية، فحدوث 555 مخالفة مرورية في يوم واحد نتيجة استخدام الهاتف النقال يعطينا دليلا على عدم كفاية الحملة التوعوية المرورية لمخاطر استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، وكنت اتمنى ان يمنع استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة سواء باستخدام السماعة أو البلوتوث حتى لا ينشغل السائق عن الطريق، وما اود ايصاله للقارئ ان نعمد لدراسة اسلوب التوعية المرورية بحملات متطورة نستفيد فيها من تجارب الدول المتقدمة وان يدعى لقيام مؤسسة تشارك بها كل الجهات الحكومية والخاصة والشعبية مهمتها التفكير في وسائل توعوية تصل لفكر افراد المجتمع بالحرص على الوقاية من المخالفات المرورية وبجميع الوسائل الاعلامية ونراعي تقديمها جميع فئات ونوعيات المجتمع وبلغات مختلفة للوافدين، والا نتساهل في ابراز الحوافز للفئات التي لا ترتكب المخالفات المرورية بتكريمها سنويا واختيار السائق المثالي.
نحن لا ننكر جهود المخلصين من القيادات الامنية ونعتز بهم، ولكن لنبحث الاسباب ونعالجها، فلو فكرنا ان ثلث اعداد المخالفين وقع في محظور الحوادث المرورية، وكم عزيزا سنفقده وكم اسرة تكون نكبتها كبيرة بفقدان عزيز عليها لا سمح الله؟
الارقام المنشورة مرعبة وخطيرة وتستدعي معالجة جذرية لأوجه النقص سواء بقانون المرور او الاعتراف بقصور التوعية المرورية.
ادعو الله ان نرى انخفاضا في ارقام المخالفات المرورية، وان يأتي اليوم القريب للاحتفال بانجاز مسؤولينا الامنيين والحكومة ككل وافراد المجتمع بتحقيق ادنى مستويات الارقام للمخالفات المرورية، وهذا يأتي عن طريق المعالجة الجذرية للمشكلة المرورية.