ينتظر الأغلبية من الشعب الكويتي والخليجي بل والعربي تصويت الكونغرس الأميركي بخصوص منح أوباما صلاحية استعمال القوة العسكرية لضرب النظام البعثي في سورية، وهذا يذكرني بتصويت الكونغرس في يناير 1991 بخصوص منح الرئيس بوش الأب نفس الصلاحية لتحرير الكويت من براثن نظام بعثي آخر.
لكنني متأكد أن أغلبنا نسي أو تناسى نتيجة التصويت، وللتذكير فقد صوت الكونغرس في 12 يناير 1991م بالموافقة على منح الرئيس صلاحية استعمال القوة العسكرية بنتيجة 52 مقابل 47 سيناتورا. وأتمنى أن تعيد عزيزي القارئ قراءة الجملة السابقة مرة أخرى، كانت نتيجة التصويت 52 مقابل 47 سيناتورا، بمعنى لو غير 3 من أعضاء مجلس الشيوخ رأيهم لسقط مرسوم الحرب بنتيجة 49 إلى 50.
إذن لنتذكر حال الكويتيين الصامدين في وطنهم والذين يعيشون قلق القتل والأسر، ولنتذكر حال المهاجرين الكويتيين في دول الخليج ومصر وباقي الدول العربية وحتى الغربية وهم يتابعون أخبار وطنهم الحبيب المفقود وهم قلقون على أحبابهم في الكويت ولا يملكون إلا الدعاء لهم. تذكروا حالهم وهم ينتظرون نتيجة التصويت، ثم تذكروا حالهم عندما كانوا يشاهدون عجز الدول العربية عن مساعدتهم فنحن مجرد دول استنكار وشجب وتنديد، ثم تذكروا ردة فعلهم عندما تظاهرت الشعوب العربية في دول عديدة تندد باستخدام الجيوش الغربية لتحرير بلدنا وعذرهم: صدام هو من سيحرر فلسطين وهذه الحرب مخطط أميركي صهيوني.
والآن قارنوا حال الكويتيين في 1991 بحال السوريين على مدى العامين الماضيين، فقد عانى الشعب السوري القتل والتعذيب والخطف والاغتصاب على يد مرتزقة النظام السوري وشبيحتهم ومؤيديهم من جماعات خارجية، وهم الآن يلتمسون النور في آخر النفق وينتظرون تصويت الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية لإضعاف نظام الأسد، ثم يخرج كويتي ويقول: بشار هو عنوان المقاومة ضد إسرائيل وهو من سيحرر فلسطين وهذه الحرب مخطط أميركي صهيوني (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) والله ولي التوفيق.
[email protected] ـ @sultanalanzi