في زمن ليس ببعيد، كان الممثل ممثلا، والمطرب مطربا، والأهم من ذلك السياسي سياسيا. لا أتذكر أن الممثل سعد الفرج أصدر ألبوما غنائيا أو أن المطرب عبدالكريم عبدالقادر شارك في بطولة مسلسل خليجي، ولا أتذكر أن النجم إبراهيم الصلال كان عضوا لمجلس الأمة. في ذاك الزمن غير البعيد، كان الموهوب في مجتمعنا صادقا في حبه لفنه فتجد عطاءه بلا حدود آسرا قلوب المشاهدين.
بت في زمننا هذا لا أعرف الممثل من المطرب من المذيع، فتارة أجد الشخص مذيعا في قناة، ثم ممثلا في أخرى، ثم صاحب أغنية «single» على حد تعبيرهم. مثل هذا التنوع يثبت لي أن هذا الشخص يدعي حب هذه المواهب فتجد أداءه متذبذبا وقبوله لدى الجمهور ضعيفا. والواضح أن سبب دخوله المجالات المختلفة هو حرصه الشديد على الظهور الإعلامي في أي مجال. فنحن الآن نعيش عصر «مشاهير لأنهم مشاهير»، هذا المصطلح ينطبق بشدة على أشخاص لا أعلم إن كانوا يعانون من مرض نفسي أو أنهم عباقرة في مجال الإعلانات. هذه الفئة تجدها في مواقع التواصل الاجتماعي تنشر فيديوهات لها كل ساعة وأغلبها فيديوهات سخيفة لا مغزى لها، كمقطع لفتاة تغني في سيارة، أو شاب يتكلم عن انتقاده لبرنامج ما وإلى آخره. وتجد لهم آلاف المتابعين بل مئات الآلاف وبكل صراحة لم يكن الموضوع يهمني لأنني أدرك أنها موضة شبابية ستندثر كباقي الموضات، ولكن أن يصل الأمر لترشح أحد مشاهير الإنستغرام لمجلس الأمة، فلا أقول إلا: block and report spam والله ولي التوفيق.
>>>
أين وزارة الداخلية من هؤلاء المستهترين الذين يقومون بتصوير مقاطع فيديو وهم يقودون مركباتهم؟ لا أحتاج أن أذكر اسم شخص بعينه، كل ما عليكم هو الدخول إلى موقع الإنستغرام ومطالعة هؤلاء المستهترين وهم يصورون أنفسهم في طرق سريعة يتكلمون عن أسخف الأمور. هل وصلت حالة العجز والكسل بـ«الداخلية» بألا تعاقب من يصور جريمته ويوثقها وينشرها بنفسه؟ أليس استعمال الهاتف النقال مخالفا للقانون؟
[email protected]
@sultanalanzi