لا نزال نتذكر المجلس الوطني قبل الغزو العراقي وكيف ان نظام البعث العراقي استغل وجود ذلك المجلس كبرلمان صوري في ظل تقاطباتنا السياسية آنذاك من أجل تبرير غزوه لبلدنا بأنه لبى نداء مجموعة من الانقلابيين العسكر ـ حسب ادعائه ـ وقد كانت مسرحية ساذجة وهزلية بالنسبة لنا منذ بدأت وسائله الإعلامية في عرض فصولها علينا لأن الشعب الكويتي لا يعرف الانقلابات ولا يمكن أن يحدث انقلاب في دولة مثل بلدنا الكويت.
واليوم بعد عقدين من الغزو تسري شائعات بأن هناك محاولة انقلابية على السلطة روج لها من الخارج ويتم تداولها بسذاجة في الداخل، وهذه الشائعات لا تختلف عن مسرحية صدام البائد ولو كان صدام حيا الآن وعلى رأس السلطة في بغداد لربما انتهزها فرصة كي يؤكد على صدق مبررات غزوه للكويت.
بعض وسائلنا الإعلامية مهتمة جدا بموضوع الانقلاب وتحاول تسليط الضوء على من تعتبرهم من متزعمي الانقلاب للنيل من سمعتهم السياسية مع أنه لا توجد حتى الآن أدلة ملموسة عن ماهية هذا الانقلاب وأفراد عناصره، ثم أين كانت الجهات الأمنية المختصة من هذه المحاولة الانقلابية أم انها آخر من يعلم؟!
لا شك أن هذه الشائعات لا تهدف فقط إلى النيل من الآخرين من أبناء الكويت المخلصين لكنها تعمل على شق صف وحدتنا الوطنية وهي جريمة منكرة في حق الوطن، ولا أعتقد أن من يقوم بترويج مثل هذه الشائعات حريص على أمن بلده الكويت أو أنه يعي خطورة الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا والتي تحتاج إلى تكاتف الشعب الكويتي لمواجهتها، وهو بالتالي يقدم صورة مشوهة عن الكويت لم تكن مألوفة عنها في الخارج.
وأعتقد أنه في حال قاطع غالبية الشعب الكويتي بكل أطيافه مجلس الأمة القادم سيكون لدينا برلمان شبيه بالمجلس الوطني سيئ الذكر والسمعة.