سلطان الخلف
قامت السلطات السعودية منذ ايام بإخلاء منطقة العيص التي تشهد هزات ارضية منذ اسبوعين من ساكنيها وترحيلهم الى مناطق آمنة من اجل الحفاظ على سلامتهم، وما تشهده منطقة العيص التي تبعد 250 كم عن المدينة المنورة ليس بالأمر الجديد فقد ذكر ابن كثير في المجلد 13 صفحة 187 من كتابه البداية والنهاية ـ نشير إليه باختصار ـ ان مدينة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تعرضت لعدة أيام الى هزات ارضية عام 654 هـ ثم ظهرت نار عظيمة بالحرة وراء قريظة، ثم ظهر لها دخان عظيم في السماء، ويخرج من النار حصى يصعد في السماء ويهوي ثم سالت سيلانا الى وادي اجلين ووادي شظا ثم لحق سيلانها بالبحرة حتى كادت تقارب العريض ثم سكتت اياما ثم عادت ترمي بالحجارة حتى نبت لها جبلان يخرج من بينهما لسان. انتهى.
ورد في الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة ان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضيء لها اعناق الابل ببصرى» وهذا الحديث من معجزات النبوة، حيث تحققت في اندلاع النار البركانية في ارض الحجاز من ذلك العام اي بعد ستة قرون ونصف القرن، وقد اصاب ساكني المدينة الهلع وهرعوا الى مسجد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يصلون ويلهجون بالدعاء ويستغفرون الله ويسألونه الرفق من شدة خوفهم واعتقادهم بقرب قيام الساعة، وقد عبر عن ذلك الحدث العظيم احد الشعراء المعاصرين له في قصيدة ذكرها ابن كثير نختار منها الأبيات التالية:
-
يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا
-
فقد أحاطت بنا يا رب بأساء
-
نشكو إليك هموما لا نطيق لها
-
حملا ونحن بها حقا احقاء
-
زلازل تخشع الصم الصلاد لها
-
وكيف تقوى على الزلزال صماء
-
اقام سبعا يرج الأرض فانصدعت
-
عن منظر منه عين الشمس عشواء
-
بحر من النار تجري فوقه سفن
-
من الهضاب لها في الأرض ارساء
-
يرى لها شرر كالقصر طائشة
-
كأنها ديمة تنصب هطلاء
-
تنشق لها قلوب الصخر ان زفرت
-
رعبا وترعد مثل الشهب أضواء
-
منها تكاثف في الجو الدخان الى
-
ان عادت الشمس منه وهي دهماء
-
قد أثرت سعفة في البدر لفحتها
-
فليلة التم بعد النور ليلاء
-
فيا لها آية من معجزات رسول
-
الله يعقلها القوم الألباء
-
فاصفح وصلي على المختار ما
-
خطبت على منبر الأوراق ورقاء