كان مشهد الانقسام الشعبي الأميركي واضحا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وسط حالة من التنافس الشديد بين الجمهوريين والديموقراطيين للسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.
وقد كان المحرك الأول لهذا التنافس المحموم هو الرئيس ترامب الذي استطاع من خلال دعم الأكثرية الجمهورية في المجلسين إصدار العديد من القرارات الجدلية ذات الخلفية الشعبوية والعنصرية التي يراها الأميركيون مثيرة للانقسام وتشجع على نشر الكراهية بين فئات الشعب الأميركي.
لم يكن أمام الديموقراطيين من سبيل لوقف تمادي ترامب إلا الفوز في هذه الانتخابات لأنها السبيل الوحيد في عرقلة قراراته الشعبوية.
ومع أنهم لم ينجحوا في حسم أكثرية مقاعد مجلس الشيوخ لصالحهم لكن انتزاعهم لمجلس النواب من الجمهوريين سيكون له الأثر البالغ في التصدي لسياسات الرئيس ترامب وعرقلة فوزه في انتخابات الرئاسة القادمة.
ومع كون الولايات المتحدة دولة ديموقراطية لكن رواسب العنصرية لاتزال قائمة فيها حيث تجلت في شعبوية الرئيس ترامب التي باركها وسارع خلفها البيض المتعصبون والمتطرفون وسكان الأرياف والفلاحون على عكس المعارضين الذين يشكلون غالبية سكان المدن والضواحي والمثقفين والأميركيين غير البيض وغالبية النساء اللاتي يشعرن بازدراء ترامب لهن.
وهذه الانتخابات وإن كانت شأنا أميركيا خالصا، لكن أيا من الحزبين لن يحيد عن ثوابت السياسة الخارجية الأميركية تجاه منطقتنا العربية التي تقوم على تفتيت المنطقة وإدارة أزماتها دون إيجاد حلول فيها تعكس طموحات شعوبها مع التعاطف ودعم الأقليات الطائفية والإثنية فيها على حساب الأكثرية ومناصرة الدولة الصهيونية في خرقها للقانون الدولي في فلسطين المحتلة وتشويه صورة الإسلام على اعتبار أن «داعش» وأحداث الحادي عشر من سبتمبر هي انعكاس لتعاليم الإسلام وقيمه. وقد رأينا ذلك جليا خلال فترة أوباما الديموقراطي التي شهدت الحرب على غزة ووقوفه إلى جانب العدوان الصهيوني عليها وسماحه لنظام الأقلية البعثي في تجاوز خطوطه الحمراء واستخدام السلاح الكيماوي في قمع الشعب السوري وعلاقته الممتازة مع النظام الإيراني بعد توقيع الاتفاقية النووية معه التي أعقبها إعادة أمواله المجمدة إليه والسماح له بالتدخل عسكريا في دعم النظام السوري.
أما اليوم فإن ترامب الجمهوري يستكمل دور أوباما الديموقراطي ويزيد عليه الاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة ونقل سفارة بلاده إليها ناهيك عن ابتزازه للدول العربية الغنية وحصوله على أموال طائلة منها لدعم اقتصاده مقابل توفير الحماية لها. وسواء فاز الديموقراطيون أم خسروا أمام الجمهوريين فإن الخاسر هم العرب والرابح الأكبر هم الصهاينة.
> > >
من المؤكد أن هناك أسبابا فنية وإدارية وراء غرق الطرق والأنفاق وبعض المناطق السكنية.
ومن المؤسف أن تتكرر هذه الظاهرة دون أخذ الدروس منها والوصول إلى حلول نهائية لها رغم أنها تتعلق بسلامة المواطن وممتلكاته ومرافق الدولة.
> > >
عدوان جديد على غزة بعد فشل محاولة تغلغل القوات الخاصة الصهيونية في خان يونس ومقتل أحد ضباطها رغم الهدنة بين حماس والصهاينة في أغسطس الماضي، ما يدل على أن الصهاينة لا يمتثلون للاتفاقيات وهي بالنسبة إليهم مجرد حبر على ورق خاصة مع الدول العربية. وفوق كونها محاولة فاشلة فإنها أرغمت نتنياهو على قطع زيارته الاحتفالية لباريس والعودة لاستكمال مسلسل العدوان.