يحتفل المسيحيون هذه الأيام بعيد ميلاد المسيح عليه السلام الذي يصادف 25 ديسمبر وإن كانت الأناجيل الأربعة لوقا ومتى ويوحنا ومرقس لم تحدد يوم ميلاد المسيح عليه السلام وأن الذي حدده في هذا اليوم هو مجمع نيقية المنعقد بداية القرن الرابع الميلادي على أساس أن ذلك التاريخ يصادف أقصر نهار وأطول ليل بعده يبدأ النهار «النور» بالزيادة والليل «الظلمة» بالنقصان، وعلى اعتبار أن المسيح عليه السلام يرمز إلى النور ويخالف هذا التاريخ الكنيسة القبطية التي ترى أن المسيح عليه السلام ولد في السابع من يناير خلاف ما تعتقد به الكنائس الغربية.
أما شجرة عيد الميلاد فتعود إلى ما قبل المسيحية حيث كانت القبائل الجرمانية تقطع الشجر وتزين به بيوتها يوم 25 ديسمبر احتفالا بكونه يمثل أقصر نهار وأطول ليل في السنة، ورغم أن مناسبة الكريسماس اصبحت ثقافة دينية نصرانية إلا أنها تحولت إلى مهرجان تجاري كبير تستعد فيه المحلات التجارية الكبرى لتقديم أفضل ما لديها من بضائع مختلفة نسائية ورجالية وأخرى تتعلق بالشباب والأطفال ومختلف أنواع الهدايا المغرية التي لا يتردد الزبون ذو الراتب المتواضع في دفع ما لديه من مال ادخره خلال السنة من أجل اقتنائها.
قليل من المسيحيين الأوروبيين والأميركيين هم من يرتادون الكنائس للاحتفال بقداس مولد المسيح عليه السلام، فغالبية الشعوب الأوروبية والأميركية الذين يمثلون مركز المسيحية في العالم هم لا دينيين أو ملاحدة لأن الإلحاد صار ثقافة متداولة في الأوساط العلمية والثقافية والإعلامية وصارت كلمة «الطبيعة الأم» هي المصطلح الدارج كبديل للخالق، ولعل ذلك كان ردة فعل على موقف الكنيسة المعادي للعلم والعلماء الذين تحول أغلبهم إلى ملاحدة حتى صارت احتفالية عيد ميلاد المسيح عليه السلام مجرد مناسبة سنوية استهلاكية لتبادل الهدايا وقضاء وقت جميل بين الأهل والأصدقاء دون أي اعتبار لرمزيتها الدينية لديهم التي يمثلها المسيح عليه السلام، وقد انتقد مفهومها الاستهلاكي المادي بابا الفاتيكان فرانسيس أثناء كلمته التي ألقاها في قداس عيد الميلاد الفائت وانتقد خلوها من جانبها الروحي.
البعض يتخذ من الكريسماس وسيلة لإحراج المسلمين في أنهم غير متسامحين مع المسيحيين في عدم مشاركتهم وتهنئتهم يعيد الميلاد، وهذا يأتي في إطار الحملة الإعلامية الموجهة ضد المسلمين وهي ذات غايات مريبة تخدم حملة الحرب على الإرهاب ومستهدفة الإسلام بالدرجة الأولى، ومن المعلوم أن الحربين العالميتين الأولى والثانية اندلعتا في عقر العالم المسيحي وسقط فيهما عشرات الملايين من الضحايا، وحولتا أوروبا إلى أنقاض، وألقيت في الحرب الثانية قنبلتان نوويتان أميركيتان على رؤوس المدنيين اليابانيين، ولا يزال العالم على كفي عفريت هما روسي أرثوذكسي وأميركي بروتستانتي مليئان بمخزون قنابل نووية كاف لتدمير الكرة الأرضية على رؤوس ساكنيها، الأمر الذي يجعل من شعار الحملة على الإرهاب الإسلامي أمرا تافها إذا قورن بتاريخ الصراع المتوحش في العالم المسيحي.
أين هم مما قاله الإنجيل «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة»؟!
أثناء استقباله الرئيس السوداني عمر البشير صرح رئيس نظام الأقلية الطائفي البعثي بشار (تمسكه بالعروبة وبقضايا الأمة العربية) ولكن هل بقيت له بقية عروبة بعد أن تحالف مع النظام الطائفي الإيراني واستعان به عسكريا في ذبح الشعب السوري العربي المسلم وتهجيره وتدمير مدنه؟! وكيف يجتمع العروبي مع الإيراني وشعار البعث يقطر قومية عربية عنصرية؟ لكن حبل الكذب قصير ولم تعد مثل هذه الأكاذيب والعداوة والعمالة ضد العرب والمسلمين تنطلي على أحد.