في كتابها «صعود ثم سقوط الكاردينال بيل» أوضحت الصحافية الأسترالية لويس ميليغان كل ما يتعلق بالكاردينال جورج بيل من جرائم اغتصاب جنسي ارتكبها ضد طفلين من أطفال فرقة الغناء بالكنيسة منذ عقدين في كنيسة القديس باتريك، ومحاولاته التغطية عليها وعلى جرائم الاغتصاب المماثلة التي ارتكبها زملاؤه القساوسة التابعون للكنيسة الكاثوليكية خلال عقود ماضية.
وقد نشر الكتاب بإذن قانوني قبل سنتين بعد ثبوت الجرائم ضد الكاردينال البالغ من العمر 77 عاما وكان يشغل أعلى رتبة كاثوليكية في أستراليا وهو الآن يواجه عقوبة بالسجن مدة قد تزيد على عشر سنوات، وقد تمت إقالته من منصبه مدير مالية الفاتيكان وسحبت عضويته كأحد المستشارين التسعة المقربين من بابا الفاتيكان فرانسيس الحالي والذين يحظون بثقته ويطلق عليهم بالدائرة التاسعة (C9). عند ذلك يكون الكاردينال جورج أول شخصية كنيسة رفيعة المستوى تقاضى أمام المحاكم المدنية في قضايا جنسية بعد عقود من التغطية مارسها الفاتيكان من أجل احتواء تلك الجرائم وضمان عدم تسريبها إلى خارج أروقته على أساس أن المؤسسة الكنسية تتمتع بالعصمة والقداسة ويستحيل ارتكابها أمورا تخل بمصداقيتها أمام أتباعها.
ميليغان تحدت بشجاعة ذلك التعتيم الذي يمارسه الإعلام الغربي والكنيسة على جرائم أولئك القساوسة وأثبتت أن شكاوى الأطفال لم تكن ادعاءات صبيانية كما تزعم الكنيسة.
وبينما يواصل الإعلام الغربي حملاته الدعائية المغرضة في تشويه صورة الإسلام ووصم المسلمين بالإرهاب مع حرصه على عدم المساس بمكانة القساوسة والفاتيكان نلاحظ عكس ذلك مع إعلامنا العربي الذي يمارس جلد الذات عندما ينشر كل ما يبثه الإعلام الغربي من إساءات حول ديننا الإسلامي وعن المسلمين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وهو بذلك يفتقر إلى الوعي بمسؤولية رسالته في الدفاع عن ديننا والذود عما يثار حوله من افتراءات تصب في خدمة أعداء المسلمين وعلى رأسهم الصهاينة.
والجدير بالذكر أن البابا السابق بنديكتوس متورط في التغطية على جرائم اغتصاب الأطفال من قبل القساوسة، وقد اضطر إلى التخلي عن منصبه البابوي بسبب تلك الجرائم البشعة.
> > >
ليت السلطة في السودان تنتقل إلى حكومة مدنية تكون بداية لعهد ديموقراطي جديد تتجاوز به أزمتها السياسية الحالية وتحفظ به دماء أبنائها، وما يضر لو أن مقاليد السلطة في الجزائر تنتهي بيد رئيس منتخب من قبل الشعب يتمتع بصحة جيدة، وهي مطالب شعبية متواضعة وليست مستحيلة واستكثارها عليهم هو من قبيل التعنت الذي يضر ولا يفيد.