المسلمون المهاجرون طلبا للرزق والأمان في حيرة من أمرهم.
حتى في بلدان الغرب التي هاجروا إليها لم يعودوا يشعرون بالأمن فيها بعد أن زادت وتيرة التطرف اليميني ومشاعر الشعبوية في المجتمعات الغربية.
فقد تطورت جرائم الإهانات التي يتعرض لها المسلمون الأبرياء بشكل يومي إلى جرائم قتل متعمد وبدم بارد وهي قمة في الكراهية وعدم التسامح مع الأقليات المسلمة وذلك فوق ما يعانيه المسلمون من دمج قسري رسمي في المجتمعات الغربية.
ولم تعد دول المهجر ملاذا آمنا للمسلمين المهاجرين حتى في مدينة Christchurch «كنيسة المسيح» عليه السلام النيوزيلندية التي يفترض أن تكون آمنة لولا المجزرة التي ارتكبها الأسترالي المتوحش برنتون تارنت في مسجدي المدينة أثناء صلاة الجمعة الفائتة وأدت إلى مقتل 50 من المصلين وجرح العشرات، وهذا يذكرنا بالأسترالي المسيحي الصهيوني مايكل روهن الذي أشعل النيران في الجناح الشرقي من المسجد الأقصى عام 1969 بنية تدمير المسجد بأكمله.
بين الإرهابيين تارنت ومايكل خمسون عاما ولم تتلاش أيديولوجية الفكر اليميني المتطرف بل لا تزال تعشش في عقول فئة كبيرة من أبناء المجتمعات الغربية وصار لها دعاة سياسيون وأحزاب ووزراء يشاركون في الحكومات الائتلافية ونواب كالنائب الأسترالي فريزر أنينغ الذي سارع بعد الجريمة وحمل المهاجرين المسلمين مسؤولية اعتداء الإرهابي تارنت عليهم لمجرد تواجدهم على أرض نيوزيلندا! والأدهى أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية يحمل فكرا يمينيا معاديا للمهاجرين وبالأخص المسلمين وقد اتخذه الإرهابي تارنت رمزا للعرق الأبيض المتفوق.
فكيف يشعر المسلمون المهاجرون بأمان في ظل هذه الأجواء اليمينية المتطرفة التي أضحت محطة إلهام للمتطرفين اليمينيين مع انعدام سياسات قانونية واضحة للتصدي لهم والحد من أفكارهم العنصرية الخطيرة التي تقوم على نظرية تفوق العرق الأبيض وكراهية الأقليات المهاجرة؟ وكل ما في الأمر هو القبض على اليميني المتطرف بعد ارتكابه للجريمة ثم إدانته كباقي المجرمين.
ربما يحتاج المسلمون المهاجرون إلى قانون يجرم الكراهية ضدهم كقانون تجريم معاداة السامية على أمل حمايتهم من تغول اليمينيين ووضع حد لاعتداءاتهم مع التسليم باستحالة القضاء على أفكارهم العنصرية لأن جذورها تاريخية تعود إلى زمن أجدادهم المستعمرين واستعبادهم للشعوب المستعمرة وشعورهم بالتفوق عليها وهو ما نلمسه حاليا في السياسات المتعسفة للدول الغربية تجاه دول العالم الثالث وبلادنا العربية.
عزاؤنا لأسر شهداء المسجدين وكان الله في عون المهاجرين المسلمين.