بعد قراره بنقل سفارته إلى القدس، بادر الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بضم الصهاينة لمرتفعات الجولان دون حرج تجاه العرب طالما أنه يكسب دعم الصهاينة لحملته الانتخابية القادمة كما يعزز مكانة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد تورطه بفضائح مالية واهتزاز شعبيته.
ولا غرابة، فالاثنان يتقاسمان شخصية مريضة وتجمعهما صفات العنصرية والكراهية تجاه الآخرين وخاصة العرب والمسلمين والتكسب الانتخابي والشعبوي على حسابهما والانحلال الأخلاقي والتفسخ من مشاعر الإنسانية مع إيمانهما العميق بالعقائد الصهيونية المنحرفة.
لا نستغرب اعتراف الرئيس الأميركي بضم الصهاينة للجولان لأن ذلك يندرج تحت استراتيجية التحالف الصهيو ـ أميركي في منطقتنا العربية القائمة على تفتيت المنطقة من أجل أن يحيا الصهاينة، ولكن ما نستغربه هو تنديد نظام البعث الطائفي السوري بقرار ترامب مع أن الجولان مضى على احتلاله نصف قرن بعد تسليمه للجيش الصهيوني في حرب 67 بعد سحب الجيش السوري منه بأمر من وزير الدفاع حافظ أسد آنذاك دون قتال رغم حصانته العسكرية وارتفاعه الاستراتيجي الذي يجعل من احتلاله مستحيلا من قبل جيش الصهاينة.
ومنذ وقت الهزيمة (النكبة) لم يقم ذلك النظام بأي محاولة عسكرية لاستعادته من الصهاينة رغم الأموال الطائلة التي تسلمها من العرب وتسلح بها تحت ذريعة الصمود والتصدي للصهاينة والتي استخدمت فيما بعد في قمع الشعب السوري وتدمير مدنه بلا هوادة واستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي عندما طالبه سلميا بالإصلاحات السياسية المستحقة عليه بعد أن أوصل سورية إلى طريق مسدود لا يرى خلاله بصيص أمل للنهوض والتقدم.
الذي نخشاه هو عدم محاكمة هذا النظام الدموي على جرائم الحرب التي ارتكبها ضد الشعب السوري وأعانه عليها أعداء العرب والمسلمين والتي لا تختلف عن جرائم الحرب النازية التي ارتكبها هتلر ضد أعدائه الخارجيين وليس شعبه الألماني الذي كان يحبه ويفخر به أمام شعوب العالم.
والأخطر من ذلك أن إعادة تأهيله ستكون بمنزلة فضيحة القرن التي لا تقل خطورة عن شقيقتها صفقة القرن سيئة الصيت والمآل.
***
ربما يشعر بابا الفاتيكان بحرج شديد جعله يستنكف عن زيارة الدول المسيحية المتضررة من فضائح جرائم اغتصاب قساوسته لأطفالهم والاعتذار لها عن تلك الجرائم البشعة، الأمر الذي جعله يتوجه إلى بعض الدول الإسلامية لإقامة قداسه فيها مع أن إعادة الثقة المضروبة بالفاتيكان في تلك الدول المسيحية أولى ومحاولة تلميع صورة الفاتيكان في الدول الإسلامية لا تجدي في التغطية على فضائحه العظيمة.