(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت 53.
فالقرآن فوق كونه يهدي للتي هي أقوم فإن فيه ما يشير إلى مظاهر الطبيعة والكون وما يتعلق بهما من حقائق علمية اكتشفها العلم لاحقا وبعد قرون من تنزيل القرآن الكريم.
فقد أشار القرآن إلى حقيقة كروية الأرض بطريقة مشوقة ومثيرة للتأمل والتفكير من خلال ظاهرتي الليل والنهار (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) الزمر 5.
وهذا التكوير لا يكون إلا على جسم كروي وقد استنتج الفقيه ابن حزم الأندلسي المتوفى عام 1064 م من تلك الآية كروية الأرض في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) حيث بسط مفهوم الآية بتكوير العمامة أي إدارتها على الرأس.
ومع كروية الأرض فإن الله تعالى تكفل بانتظام دورانها (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم) الأنبياء 31.
فالجبال الرواسي تنظم دوران الأرض حول نفسها حتى لا تضطرب في دورانها.
ولولا الماء لما وجدت الحياة على كوكبنا الأرضي فقد قال تعالى في سورة الأنبياء، الآية 30 (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) والماء عنصر أساسي يعتمد عليه العلماء في التحقق من وجود آثار للحياة في الكواكب الأخرى.
وظاهرة الاختناق في طبقات الجو العليا نتيجة تناقص نسبة الأكسجين والضغط الجوي فيها مذكورة في سورة الأنعام الآية 125 (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعّد في السماء) والمعروف أن متسلقي الجبال الشاهقة كقمة إفرست يعانون من ضيق التنفس وبعضهم يعود أدراجه لعدم قدرته على تحمل ضيق التنفس وما يصاحبه من صداع وسعال.
ولم يغفل القرآن عن خلق الإنسان الذي هو محط الاهتمام الإلهي وبين خلقه بمراحله التفصيلية المعروفة في الطب الحديث (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) المؤمنون 12-14.
أما البعد الزمني في الكون فقد ألمح القرآن إلى وحدة من وحدات قياسه الخيالية في سورة الحج 47 (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) وهي خارج نطاق مقاييسنا الأرضية المحدودة وقد ثبت علميا أن الكون مستمر في الاتساع وأن تلسكوبات الرصد العملاقة تعجز عن إدراك نهاية حدوده المترامية وهذه الظاهرة الكونية ذكرها القرآن في سورة الذاريات الآية 47 (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) ومع هذه الآيات وغيرها من آيات بينات يؤكدها العلم الحديث يكون القرآن الذي أنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هو كتاب الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) فصلت الآية42.
***
مع بداية رمضان شهر الصوم والعبادة يعاود نظام الأقلية الطائفي الإرهابي قصف إدلب استهانة بهذا الشهر الفضيل وبأرواح سكانها الصائمين وقد صدق فيهم قول الله تعالى (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) التوبة 10.