منذ نجاح التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والساسة البريطانيون في عامهم الثالث يراوحون مكانهم وتزداد انقساماتهم حول كيفية الخروج.
فقد فشلت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في إقناع البرلمان بقبول خطتها للخروج، وتم التصويت على رفضها ثلاث مرات ما اضطرها إلى تقديم استقالتها من رئاسة الوزراء بألم وحرقة، وقد بدا ذلك من خلال بيان الاستقالة الذي أنهته وهي تجهش بالبكاء.
وقد جاء الدور الآن على رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون الذي كان من أكثر المعارضين لخطة ماي في الخروج وهو من أعضاء حزبها المحافظ ليواجه سيلا من الانتقادات على قراره بتعليق البرلمان من أجل تفويت الفرصة عليه لمناقشة سبل الخروج مع تهديده بالخروج دون اتفاق مما يسبب فوضى اقتصادية لبريطانيا وتعقيد علاقتها بالاتحاد الأوروبي.
ومما يدل على أن بريطانيا تعيش مأزقا سياسيا غير مسبوق تهديد جونسون بطرد أي عضو في حزبه يعارض الخروج دون اتفاق وقد يدعو إلى الانتخابات قبل موعد الخروج لإضاعة الوقت وضمان غالبية مؤيدة للخروج على طريقته دون اتفاق لكن ربما بعد أن يكون قد غادر الاتحاد.
طبعا هذه ألاعيب سياسية لكنها تخضع للقانون والأعراف السياسية في بريطانيا وهدفها مصلحة الدولة.
قارن ذلك مع الألاعيب السياسية في الدول القمعية التي لا تخضع لقانون وتصب في مصلحة النظام بالدرجة الأولى وليس الدولة.
وقد صدق بعض المحللين البريطانيين عندما صرحوا بأن بريطانيا قد سقطت في ثقب أسود وتواجه صعوبة في الخروج منه، وربما لن يكون بوريس جونسون أوفر حظا من ماي، فقضية الخروج لاتزال تواجه تحديات مثل إصرار الاتحاد على عدم قبول أي تغيير في خطة الخروج أو تأجيلها وانقسام الحزب وتفاقم المعارضة من داخله مع اتفاقها مع الأحزاب المعارضة الكبرى على رفض الخروج دون اتفاق كحزب العمال والحزب الليبرالي وغيرهما.
لكن يبقى أن هذا الوضع المتأزم كان بسبب الشعبوية التي تفاقمت في المجتمع البريطاني وأصرت على الخروج من الأسرة الأوروبية على اعتبار أن البريطانيين هم قادة أوروبا ولا يجدر بهم أن يتساووا مع بقية الدول الأوروبية في نظامها الاتحادي الذي لا يفرق بين پولندي وبريطاني، ولا يخفى الدور الذي لعبه الشعبوي ترامب في حث البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي بل وشجعهم على عدم دفع مستحقات الاتحاد التي تبلغ 49 مليار دولار.
وقد يكون مصير الاتحاد الأوروبي في خطر مع تزايد شعبية الشعبويين في أوروبا الذين يرون خروج بريطانيا نموذجا يحتذى به.
***
مجرد مناوشات ناعمة بين ما يسمى بحزب الله والكيان الصهيوني لن تصل إلى مستوى الحرب الشاملة لأن الحزب لايزال يقدم خدمات جليلة للصهاينة في تدمير سورية ودعم نظام الأقلية الطائفي الذي يحرص الكيان الصهيوني على بقائه في السلطة رغم جرائم الحرب التي ارتكبها ضد الشعب السوري.