عُرفت المجتمعات اليهودية عبر التاريخ وبعد الأسر البابلي بالتحديد بأنها مجتمعات منغلقة على نفسها وأن يهوديتهم ما هي إلا قومية يعتزون بها حتى اليوم.
وبالنسبة لليهود الأرثودكس والمحافظين الذين يهيمنون على المجتمع الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين المحتلة فإن اليهودي هو من كانت أمه يهودية الأصل ولا يعترفون بيهوديته إن كانت أمه غير يهودية حتى وإن كان أبوه يهودي الأصل. والغريب أن الملحد من أم يهودية يعامل كيهودي محترم رغم كفره باليهودية.
إن كانت هناك استثناءات في الاعتراف بالأبناء كيهود من آباء يهود وأمهات غير يهوديات أو يهود متحولين من ديانات أخرى فهي حسب الشروط التي يضعها الحاخامات والذين غالبيتهم متشددون بالنسبة للهوية اليهودية.
باختصار فإن اليهودي الحقيقي في المجتمع الإسرائيلي الصهيوني هو من كانت أمه يهودية الأصل بينما ينظر إلى غيره من اليهود المتحولين نظرة دونية.
وقد عانى من هذه التفرقة يهود الفلاشا القادمين من أثيوبيا لكونهم «سود»، حيث استخدمتهم السلطات الصهيونية كعامل تغيير ديموغرافي وذراع أمنية لمواجهة الفلسطينيين.
ويعاني المجتمع الصهيوني من عدم انسجام بين اليهود (السفارديم) المطرودين من الأندلس واليهود (الأشكناز) القادمين من أوروبا الشرقية و(المزراحيين) من الشرق الأوسط وهما أقل درجة من السفارديم، وذلك يعود إلى اختلاف شعائرهم وعباداتهم وثقافتهم الأمر الذي جعل اليهودي الشرقي لا يصلي في معبد اليهودي الغربي.
إذا كان الأمر كذلك فماذا سيكون وضع الكويتي الذي غيّر اسمه من (يوسف) إلى (نفتالي) واعتنق اليهودية الصهيونية ويأمل في العيش في المجتمع الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين المحتلة؟
طبيعي سينظر إليه نظرة أقل من الدونية وبازدراء لأنه مسلم الأصل وأبواه مسلمان ولا يمتّان إلى اليهودية بصلة وربما بأقل درجة من يهود الفلاشا السود المنبوذين الذين هم يهود بالأصل.
ولن يكون مرحباً به من قبل اليهود الأرثوذكس والمحافظين وما أكثرهم وسيكون محط نكتة لديهم، ولن يستطيع الاندماج إلا مع الطبقة اليهودية الدنيا من المجتمع الصهيوني أي الفلاشا أو اليهود المتحولين الذين لا قيمة يهودية لهم لأنهم لا تنطبق عليهم معايير اليهودي الحقيقي.
أستغرب كيف غيّر هذا الشاب اسمه من يوسف الذي هو اسم ابن يعقوب عليهما السلام إلى اسم أحد أبناء يعقوب (نفتالي)، رغم أن (نفتالي) ليس مشهورا كشهرة يوسف وبركته على مصر وليس أحب إلى أبيه يعقوب من يوسف عليهما السلام؟ هذا ما يؤكد أن يوسف (نفتالي) مسكين قليل البضاعة بتاريخ اليهود وحالة المجتمع الصهيوني، وأنه تعرض لعملية غسيل دماغ وأصبح مجرد أداة دعائية رخيصة يستخدمها الإعلام الصهيوني في حرب المسلمين.
***
بعد قرارها بمنح الهندوس أرض مسجد بابري الذي دمره الهندوس يأتي رفض المحكمة العليا في الهند تعليق قرار الحكومة الهندية التي يرأسها حزب جاناتا بهارتيا الهندوسي والمتعلق بمنح المهاجرين غير المسلمين الجنسية الهندية، وتأجيلها النظر بمدى دستورية قانون المواطنة الجديد إلى يناير المقبل، ليؤكد على تواطؤ المحكمة مع الحزب الهندوسي المتطرف، حيث إن القرار يخالف الدستور الهندي الذي لا يميز بين الأقليات الدينية، كما أن القرار يستهدف الأقلية المسلمة الهندية.. إنها محكمة هندوسية وليست هندية.