مع اقتراب موعد انتخابات مجلس العموم البريطاني في الثاني عشر من ديسمبر الجاري، تشتد الحملة من قبل يهود بريطانيا على حزب العمال البريطاني وزعيمه جيرمي كوربن الذي يتهمونه بالعداء للسامية من أجل عدم تحقيق أي مكاسب انتخابية كحزب معارض قوي على حساب حزب المحافظين الذي يحظى بدعمهم. ويحاول اليهود إيهام الناخبين بأن جيرمي كوربن لم يبذل جهداً كافياً من أجل كبح جماح عداء السامية في حزبه وهو أمر نفاه وقد صرح به مرارا بأنه ضد العداء أو العنصرية لأي أقلية في بريطانيا بما فيها اليهود، ويؤكد على ذلك رئيس مجلس العموم السابق جون بيركو صاحب كلمته المشهورة أثناء إدارته للمجلس (order) أي انضباط. يقول بيركو في مقابلة معه عن جيرمي: (لم أشعر أبدا بأن لديه أي عداء للسامية وأن ذلك يشمل حزب العمال أيضا) وهي شهادة معتبرة من رئيس مجلس العموم، لكن مشكلة اليهود مع جيرمي كوربن أنه متعاطف مع الفلسطينيين ويدافع عن حقوقهم ويهاجم السياسة التي يتبعها الصهاينة في فلسطين المحتلة من قتل واعتقال للفلسطينيين، ومعاملتهم بوحشية وهدم منازلهم والاستيلاء على أراضيهم بالقوة وحصارهم في غزة وشن الحرب عليها، في تحدٍّ سافر للقانون الدولي مع اعتقاد الحزب بأن ولاء يهود بريطانيا لإسرائيل يفوق ولاءهم لبريطانيا.
وعلى هذا الأساس يرى جيرمي وحزبه أن انتقاده للكيان الصيوني ليس له علاقة بمعاداة السامية وبموجب ذلك يرفض طلب الصهاينة منه الاعتذار عن عدائه للسامية لأنه يعتبرها تهمة ساذجة خارج إطارها الصحيح تستخدم ضد من ينتقد الدولة الصهيونية. يرى الكاتب كينيث سورين أن اليهود يستخدمون الكذب والتزييف لتشويه سمعة حزب العمال وأن على الحزب بذل المزيد من الجهد لدحض هذه الأباطيل التي لا أساس لها من الصحة وفضحها وفضح من يقف وراءها من الجهات الخارجية المتورطة وعلى رأسها السفارة الإسرائيلية المتورطة في عملية تقويض النشطاء المؤيدين للحقوق الفلسطينية داخل حزب العمال.
ما يخشاه الصهاينة البريطانيون في حال فوز حزب العمال هو تبنيه لسياسة متشددة ضد الكيان الصهيوني وليس اليهود مع الانضمام إلى جمهورية إيرلندا في مقاطعة المنتجات القادمة من المستوطنات المحتلة، وتعزيز حركة BDS العالمية المناهضة للكيان الصهيوني مع عدم استبعاد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعلى العرب دعم حزب العمال البريطاني للفوز في الانتخابات القادمة والاستفادة منه في مواجهة الكيان الصهيوني.