فضائح الفاتيكان الجنسية مع الأطفال لا تتوقف على مرتكبيها من قساوسته الكاثوليك، بل تعدت لتشمل كاردينالاته أو كبار زعاماته الدينية إما بالفعل المباشر أو التغطية عليه. فبعد سقوط الكاردينال الأسترالي جورج بيل وهو من المقربين لبابا الفاتيكان الحالي ويمثل أعلى رتبة كاثوليكية في أستراليا، حيث تم تجريده من رتبته الدينية ويحاكم أمام القضاء الأسترالي لاعتدائه جنسيا على أطفال في الكنيسة، يأتي الدور على الكاردينال الفرنسي باربارين المدان حاليا من القضاء الفرنسي بالتغطية على الجرائم الجنسية التي ارتكبها القسيس برنارد بريانت مع عشرات الأطفال من كشافة الكنيسة.
وقد جاء حكم القضاء الفرنسي بسجن الكاردينال باربارين ستة شهور مع وقف التنفيذ ويقوم حاليا باستئناف الحكم على أمل إلغائه وتبرئة ساحته بعد أن تم تجريده من لقب كاردينال وهو أعلى منصب كاثوليكي في فرنسا ذات الأغلبية الكاثوليكية. تورط كبار الزعامات الدينية في الفاتيكان في الجرائم الجنسية التي لم يعد للفاتيكان السيطرة على كتمانها وتحريك أسر المعتدى على أطفالهم قضايا في المحاكم دفع بابا الفاتيكان فرنسيس إلى إلغاء قانون (السرية البابوية) الذي يحظر على رجالات الكنيسة إفشاء أسرار تتعلق بجرائم إساءة إلى الأطفال أوالأشخاص القاصرين.
في الأرجنتين تم سجن العديد من القساوسة الكاثوليك لاعتدائهم جنسيا على أطفال يعانون من عاهة الطرش، كما قام بابا الفاتيكان بخلع القسيس بيدوفيل من منصبه الديني وطرده من الكنيسة لتورطه في جرائم جنسية ضد الأطفال، وقام أحد القساوسة الفرنسيين بالانتحار بعد ثبوت ادعاءات ضده بارتكابه نفس الجرائم. ولأن جرائم الاعتداءات الجنسية على الأطفال كثيرة ولا يمكن حصرها فإن القضايا المرفوعة ضد القساوسة وكبار الزعامات الكاثوليكية ستطول وستكشف الأيام القادمة عن المزيد من المتورطين فيها مما يضع الفاتيكان في موضع حرج أمام الكاثوليك الذين فقدوا ثقتهم بالفاتيكان ورجالاته من عديمي المصداقية الدينية.
***
منذ أيام اجتمع بعض زعماء العالم في فلسطين المحتلة لإحياء ذكرى الهولوكوست، واتخذوا من المناسبة فرصة نددوا خلالها بتزايد الكراهية ضد اليهود. وقد أشارت إحصائية لمنظمة عالمية مناهضة للتشهير أعدت في نوفمبر 2019 أن العداء للسامية أو اليهود يشهد تزايدا بشكل لافت وبالأخص في شرق ووسط أوروبا ووجدت أن نسبة عالية من الأوروبيين يرون أن اليهود يتحدثون بشكل مبالغ فيه لا يحتمل عن الهولوكوست. وهي حقيقة يراها كل متابع لنشاط الكيان الصهيوني الذي يريد أن يتخذ من الهولوكوست مبررا لاستدرار العطف عليه وللتغطية على جرائمه ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة وخداع شعوب العالم بأنه الوصي على اليهود. وبينما الكراهية ضد اليهود تتفاقم في أوروبا حاضنة اليهود ومحبوبتهم نجد أن منطقتنا العربية التي تعاني من اعتداءات صهيونية متكررة على جغرافيتها وثقافتها وتراثها الديني وحقها في العيش الكريم تتسابق لنيل ود الصهاينة المحتلين وهو أمر لا يمكن استيعابه بمقاييس المنطق والحقوق والعدالة والمصالح الحيوية والأمن الإقليمي.
***
من أشد الهولوكوستات التي تعرضت لها منطقتنا العربية بعد الهولوكوست الفلسطيني ما يحصل للشعب السوري حاليا على يد نظام الأقلية الطائفي الإرهابي فاقد الشرعية في سورية.