أحيانا لا تبدو الصورة كما نظن وليس كل ما نشاهده على طبيعته حقيقيا بصورته المجردة فالأشياء ليست كما هي ففي بعض الأحيان لن ترى الأمر على صورته الحقيقية إلا عبر تسليط الضوء عليها لكي تكتشف أبعادها وماهيتها، وبعض المواقف السياسية شبيهة بهذا الغموض الرمادي الذي لن تتعرف على مكنونه وتفاصيله إلا من خلال الخوض في دهاليزه المعقدة، ولكن تظل القاعدة محكومة بشواذها.
واليوم تطل علينا شخوص برلمانية تغرد خارج ملعبها بتجرد واضح بعيدا عن فن السياسة متمسكة بعاطفتها الأيديولوجية مع اختلاف المنهجين بتاتا وتنافرهم فكريا وهو يهيئ لتصادم مفاجئ في أي حضور من الطرفين، فأحيانا تجد أن هذا التصعيد غير منطقي خصوصا خوض هذا المنهج منذ البداية العمل في السياسة مع العلم بتعارضه من الفكر الأيديولوجي لهذه الممارسة، وعند التمعن في منهجية هؤلاء السياسيين تجدهم في حالة توهان سياسي في أدائهم البرلماني ولكنهم على الجانب الآخر تجدهم يتهافتون لتسجيل مواقف ترضي قواعدهم الشعبية في مفارقة غير منطقية في عالم الممكن فالتعاطي بأدواته ومساحاته في التفاوض للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب هو المطلب والهدف من هذا العمل، إلا أن هذه الرؤية تبدو في بعض الأحيان غائبة ومرتجلة وهي حسبة مكلفة في البعد السياسي وما ستجليه المواقف في الأيام المقبلة للبعض خير دليل على منهجية الأيديولوجية والتي سيكون ثمنها باهظا، ولكن الأمل يظل حاضرا لدى المخضرمين لاحتواء هذه الفردية التي من الممكن أن تنعكس بشكل فوضوي في خلط الأوراق بشكل ساخط على الأداء البرلماني.
ملاحظة: رسميا موسم الصيف بدأ ولم نسمع حتى الآن عن استعدادات وتحضيرات وزارة الكهرباء لهذا العام، نتمنى أن تكون تجهيزات هذا العام حاضرة مطمئنة.
talakhaifi@