عندما تولى الشيخ أحمد الفهد ملف التنمية حدد أولويات كل وزارة ومتابعته أداء القياديين فيها وتقييم عملهم مشترطا لبقائهم مدى إنجازهم، وقلنا وقتها وكان يحدونا الأمل بعد صبر امتد لسنوات عجاف بأن الحكومة جادة هذه المرة وأن عجلة التنمية بدأت في الدوران، إلا أن هذا الحلم في الحقيقة لم يكن سوى أضغاث الأحلام، فالشيخ خرج ولم يعد، وليعود ملف التنمية إلى نقطة البداية ولوضعه البيروقراطي في أرشيف المكاتب، وليتنفس فراعنة الكراسي من جديد لتبدأ دوامة الاستنزاف من جديد، والإشارة هنا تكمن في قياديي الدولة، وقد أشرت في مقالة سابقة إليهم فمعظمهم من الحقبة الماضية والذين نضب فكرهم فهم لايزالون محكومين بالأنظمة التقليدية والتي لا تناسب سرعة ومنطق هذه المرحلة، فالترهل الذي أصابهم انتقل لأجهزت الدولة وجعلها بليدة إن لم تكن عقيمة في بعض الأحيان، وبالطبع اللوم لا يقف عند هذه الحدود بل يتعدى إلى ما وراء ذلك ولذا يتطلب في هذه المرحلة إعادة النظر فيمن يتولى المناصب القيادية بجدية وأن يكون الدعم لمن يعمل ويبدع بعيدا عن المحاباة والمصالح الشخصية والبداية تكون بمبادرة، والحياة علمتنا أن لكل بداية نهاية والأشياء تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة والمنطق يحكم هذه العملية ولو أن للمقاعد كلمة لأجابت: ازهدوا بشغفكم للمناصب.
٭ ملاحظة: اقتراحات متميزة دائما يطلقها النائب الشاب رياض العدساني، وهو أمل المرحلة القادمة وهو يستحق الثناء.
talalhaifi@