كعادتها الكنانة تعود من جديد للمنظومة العالمية بكل فخر واعتزاز عبر ممارستها الديموقراطية الحقيقية لتجني حصادا طويلا من النضال الطويل ضد الحكم الفردي لتؤسس لمرحلة جديدة ليست على مصر فقط بل على اغلب دول المنطقة العربية بسبب دور ومكانة مصر على الساحة المحلية، والحالة الكويتية اليوم شبيهة ان لم تكن قريبة بما يدور حولها اضف لذلك طبيعة الشخصية الكويتية التي دائما تتطلع للتجديد ومواكبة اي تغير، وفي هذا السياق استذكر مقولة للشيخ د.محمد الصباح عندما وصف الحياة السياسية في الكويت بـ«أنها دائما في حالة ربيع عربي وليست غريبة عن التداول السياسي»، انتهى، وما يجري على الساحة المحلية من مخاض عسير نمارسه بشكل يومي منذ سنوات هو انعكاس طبيعي نحو الاصلاح ولكن يعاب عليه انه يسير في ايقاع بطيء جدا لا يحقق الطموح لشريحة كبيرة تنشد التغيير والانجاز، وهذا الامر يعود لصراع طبيعي بين جيلين متضادين احدهما لايزال اسير ثوابت ونظم تقليدية يعادي كل ما هو جديد متقوقع منفر لا يتقبل الرأي الآخر لذا يبقى في نطاق متنمر خاضع لافكاره القديمة، وفي الجهة المحاذية نجد هناك شريحة شابة ترعرعت على مفهوم الديموقراطية بكل اطياف التطور وبمختلف انواعه في نزعة اصلاحية خالصة تبحث عن المصلحة العامة تناسب المتغيرات المحلية، جاءت عبر حراك سياسي واضح كان في بعض الاحيان لافتا وان كان في البعض الآخر مشوبا ببعض الاخطاء بسبب الاندفاع نحو التغير، وهو امر طبيعي مقارنة بما يجري في بعض الحالات السياسية المختلفة في بعض الدول، اذن المرحلة المقبلة تحتاج الى المزيد من التضحيات والتنازل لمواكبة النهج الجديد عبر افساح الطريق الى الشباب في مواصلة طريق البناء والاعمار.
ملاحظة: نموذج النظام الالكتروني المطبق في برج التحرير فكرة متميزة نتمنى ترسيخها في محافظات الكويت جميعا بعد نجاحها بشكل بارز.
talalhaifi@