اليوم لو تمعنت وأنت تناظر الوجوه فستجدها مكفهرة متشائمة لا تحتاج لجهد حتى تستنطق أسرار القلوب، فالأفعال تهديك الى ما هو خفي في هذه النفوس التي باتت محملة باليأس واللامبالاة في بعض الأحيان، فالكويت اليوم أشبه بالجسم الذي أصابه الكهل وطغت التجاعيد عليه فلم تسعفه أدوات التجميل ولا العمليات الجراحية المتواصلة سوى إبقائه جسدا مجردا من تفاصيله الحيوية، ويعول البعض على ان ما وصلنا إليه هو بسبب تغير الزمن وتحولاته ولكن الصواب أبعد من ذلك، فالزمن وأماكنه لم تتغير إلا أن الناس هم من تغيروا، وما يجري اليوم من تشنج وتأزيم في الواقع هو أمر مختلق من صنع قوى منظمة لم يحل لها ما آلت إليه الأوضاع من عمليات اصلاح وانضباط دفعهم لإيهام الرأي العام بأن ما يجري على الساحة ليس سوى بلطجة وتجاوز لنظام الدولة، وبتجرد وبعيدا عن الحسابات الشخصية وما يدور على الواجهة وبنظرة عامة محايدة فإن ما يدور هو أمر طبيعي لفعل كانت له ردة فعل والنقيض يواجه نقيضه وهي حالة منطقية تشبه تحريك المياه الراكدة في عملية نقل الديموقراطية لمساحة أكبر في التعامل بين أطياف المجتمع بمختلف مشاربهم، لذا فالأمل معقود في إعادة البسمة الى الوجوه إن أردنا العودة.
ملاحظة: الحملة الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية تستحق الإشادة ونتمنى أن تتواصل بشكل مستمر سواء على متجاوزي قانون الإقامات أو إدارة الفحص الفني فلهم كل الشكر.
[email protected]
[email protected]