صمت الحضور ولحظة استعداد تطغى عليها دقة التركيز نحو الهدف تنطلق مع إحساس فني لافت في ملعب الرماية، والأنظار تترقب ما سيفعله بطلنا فهيد الديحاني المتهيئ للتصويب مع صوت الله أكبر إعلان موعد الإفطار، شريط يمر سريعا يصور دقائق حاسمة عاشتها الكويت وكانت عبارة عن فرحتين، فرحة الإفطار وفرحة البرونزية التي جاءت لتروي ظمأ الحركة الرياضية الكويتية لتضاف لخزينتها الأولمبية والتي أتت عبر إستراتيجية متقنة مبنية على سنوات من العمل المدروس استحقها اتحاد الرماية الكويتية بفضل جهود مضنية لشخصية عملت طيلة سنوات للوصول لهذه المرتبة المشرفة عبر بناء ستاد عالمي ودعم غير محدود لمنتسبي هذه اللعبة متمثلة بالشيخ سلمان الصباح الذي يحسب له أيضا كسر القيود الاجتماعية عبر ترغيب العنصر النسائي لهذه اللعبة بعد أن كانت محتكرة على الرجل ليمنح مساحة كبيرة لتألق الكويتيين في هذه اللعبة في الميادين الرياضية العربية والعالمية، والكلام يطول ولن نوفي حق هذا الرجل ومن خلفه بسواعده المجهولين ابتداء بالسيد دعيج العتيبي وعبيد العصيمي وعيسي بو طيبان وانتهاء بوليد العويس الذين شكلوا حلقة متناغمة من العمل كان ثمرته ما تبوأته الكويت في هذه اللعبة، وختاما حتى لا نطفئ هذا البريق كما تعودنا بعد كل نجاح لا بد من استثمار صناعة أبطال هذا الانجاز الأولمبي وعدم التوقف عند هذه الحدود بل منحها كل ما تحتاج سواء من الدعم المادي أو التفرغ لاستكمال صور هذا الحلم الأولمبي.
ملاحظة: ساءتنا الأصوات المعادية للنجاح والتي قللت من نيل الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن في الرماية.. وللتوضيح فإن بعض الدول المتقدمة لم تستطع نيل أي ميدالية في هذا الميدان.
talalhaifi@