اختصرت الأيام الماضية الحالة العامة من الاحتقان السياسي السائد على المشهد المحلي من شد وجذب لمواجهات أصبحت أكثر حدة ولها أن تتصاعد لذروتها بعد أيام بسبب الشحن الإعلامي، وهو أمر طبيعي لردة فعل متوقعة بين أطراف اللعبة، مما يعني أن الصيف يأبى أن يشق طريقه نحو الرحيل قبل أن يوثق مواقفه أمام الجميع معلنا على ما يبدو أن هناك مؤامرات خفية تطبخ خلف الكواليس، وهو أمر طبيعي وغير مستغرب، ولكن الغريب ما نال حركة «حدس» من نقد هستيري يدعو للتساؤل وفتح الملفات حول صحة ما ورد بتجرد ومنطقية بعيدا عن حسابات البعض من تصفيات ومناورات سياسية، وبعد قراءة متأنية لا أملك فيها سوى الرأي المتواضع من الاجتهاد وراء الحقيقة، لأصل إلى نتيجة غريزية في السياسة تكمن لكل من يعتلي القمة فهو مستهدف ومنتقد ومن الممكن ملاحظتها في حياتنا العامة بيننا، أضف إلى ذلك أن سبب هذا الهجوم يعود إلى إفلاس معظم التيارات من تطبيق وعودها وبرامجها السياسية وانكشافها أمام الرأي العام.
وبالعودة لنجومية حركة الإخوان وانطلاق قطارها من بوابة الشمال الأفريقي وتوقفها للتزود عبر محطة جمهورية مصر لتباشر في صعيد آخر متوقع لها وهو ما أقض مضاجع الملكيات والجمهوريات من توسع نفوذ حركة الإخوان التي عانت طيلة السنوات الماضية من قمع وتقويض بأيدي الديكتاتوريات السابقة والتي أصبحت من التاريخ ليفتح بعد ذلك باب التداول وقانون الواقع خلال هذه الفترة ليكون تنظيم الإخوان هو الواقع الحالي لتبوؤ مقعد الزعامة من خلال تنظيم مؤدلج بزي إسلامي مواكب لمتغيرات الربيع العربي بعد أن أزاح معظم التيارات السياسية من الساحة السياسية.
٭ ملاحظة:
صاحب مشاركة الرئيس المصري في قمة عدم الانحياز بطهران الكثير من اللغط من بعض التيارات الإسلامية ولكن بعد أن فاجأ مرسي العالم بخطابه لم نجد أي اعتذار منهم.
[email protected]