بقلم: طلال الرواحي
أستكمل معك عزيزي الرائع ما تبقى من رحلتنا الأسبوع الماضي.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى دعني الآن أغوص معك قارئي الفطن في أهم سبب من أسباب تدمير العلاقات الزوجية في وقتنا الحاضر من وجهة نظري وهي: «المقارنة الخاطئة» وإليك هذا المشهد الذي أطلب منك أن تتخيله وتعيش تفاصيله، وسيكون مقنعا بإذن الله امرأة تتابع مسلسلات رومانسية ـ كتلك المتفشية هذه الأيام ـ التي تصور الحياة الزوجية بصور غير واقعية، ويوجد بها الكثير من المثالية والمبالغة، وتنظر لبطل ذلك الفيلم أو المسلسل في قمة أناقته وجماله وكلامه المعسول، فتطبع تلك الصورة الذهنية في عقل تلك المرأة، وللأسف الشديد تبدأ المقارنة الخاطئة بمقارنة تلك الصورة بصورة زوجها وهو يلبس بيجامة نوم أو قادم من العمل مرهق «وملابسه مبهدلة وحالته حالة»، هذا بالنسبة للزوجة، أما بالنسبة للزوج فالبعض منهم يرى بعض المغنيات أو الممثلات في قمة تبرجهن والبعض منهن خضع للكثير من عمليات التجميل، والصور تم التلاعب فيها بالفوتوشوب، وتبدأ المقارنة المعتادة بصورة تلك الشخصية في قمة أناقتها بصورة زوجته وهي خارجة من المطبخ برائحة البصل، وإليك الآن صديقي القارئ التحليل الدقيق لذلك المشهد فالذي حدث بالضبط بأن ذلك الزوج أو الزوجة قامت بمقارنة أجمل صفة أو صورة في تلك الشخصية مع اسوأ صفة أو صورة في شخصية زوجها أو زوجته، وأقول هنا لكل من يقوم بذلك إذا أردت أن تكون عادلا في تلك المقارنة فعليك أن تقارن أحسن صفة بأحسن صفة، وهنا أؤكد لكل من يقوم بذلك بأن من عندك سيكون الأفضل، فلو قارنت الزوجة زوجها المحترم الذي من الاستحالة أن يرضى بأن يتكلم بالكلام المعسول مع امرأة غريبة وأمام نظر العالم أجمع، ولو نظر الزوج لزوجته المحترمة التي لا تكشف شعر رأسها ومفاتنها للجميع فمن المؤكد أنه سيدرك ويقتنع بأن ما لديه هو الأفضل.
لذلك لا نقارن أبدا وإذا اضطررنا للمقارنة فلتكن مقارنتنا عادلة، وكذلك أنت أيها الطالب أو العامل أو أيها الإنسان بشكل عام لا تقارن نفسك بأي شخص.
وليس المقصود هنا عزيزي الرائع أن تتوقف عن العمل وتقول في نفسك إن الرزق سيأتي وأنا في بيتي.
نعم الرزق مكفول لكل بني البشر، ولكن يجب علينا أن نعمل ونجتهد في ذلك بل المطلوب أن نكون أكثر ابداعا واتقانا في كل ما نقوم به.
وختاما أيها المبدع إذا كان من الضروري أن تقارن نفسك بأحد، فإليك هذه الوصفة «قارن نفسك بنفسك، أين كنت وماذا تريد وكيف ستصبح»؟، ولا أحد يستطيع فعل ذلك إلا أنت.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal