بقلم: طلال الرواحي
وأنا أجلس أمام الحاسوب الآن لأكتب هذا الموضوع لدي إحساس كبير جدا بأن مضمونه سيلامس قلبك، وستقتنع بكل كلمة فيه لأنها تخرج من قلبي لتصل إلى قلب القارئ المقرب لقلبي بإذن الله، وأول سؤال أشعر بأنه يحلق في ذهنك عزيزي هو: ما المقصود باللحظات المفقودة؟ ولذلك دعني اصطحبك معي لنكتشف أغوار وروائع هذا الموضوع، هيا بنا لنبدأ هذه الرحلة التي أظنها ستكون ممتعة جدا لك لأن أول محطاتها تأمل عميق فيما يطرح في الفقرة القادمة.
يقول ستيفن ليكوك: ما أعجب الحياة! يقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلاما سأحقق ما أريد وسأكون سعيدا، ويقول الغلام عندما أترعرع وأصبح شابا سأحقق ما أريد وسأسعد كثيرا، ويقول الشاب عندما أتزوج، وإن تزوج قال عندما يكون لدي أولاد، وعندما يصبح لديه أولاد يقول عندما وعندما.... ويظل هكذا عندما وعندما ومتى سيحقق السعادة المفقودة لا نعرف متى يكون موعد ذلك، وإذا به أصبح شيخا هرما يتأمل في سنينه الفائتة التي كان يمارس بها مهارة التسويف بمنتهى الإتقان، وأريدك أن تسأل هذا الشخص هنا سؤالا قارئي الرائع وتقول له: ماذا حققت بذلك؟
الآن دعني أربط الفقرة السابقة بحياتك أنت عزيزي القارئ فما يهمني هنا هو أنت، لذلك اقرأ معي هذا السطر الذي قرأته في إحدى الكتب، وأحسست بالقشعريرة عندما قرأته لأني وجدته ينطبق على حياتي حينها وهو: أن الأغلب منا يقسم يومه إلى قسمين القسم الأول هو الندم على ما فات مثل لو كنت كذا لكان أفضل، لو لم افعل كذا لكان أفضل ولو ولو... والقسم الثاني هو الخوف من المستقبل مثل السنة القادمة كيف سأقضي أيامها؟ واللحظات التي يعيش دقائقها هذا الشخص هي اللحظات المفقودة أليس كذلك صديقي الرائع!
لذلك هدفي من هذا الحديث هو أن تبتعد كليا عن ذلك الصنف من البشر الذي طرحناه سابقا فهو لا يستمتع بأيامه، بل تنغصها آلام الماضي، والخوف من المستقبل والحاضر الذي يعيش دقائقه مفقود، ولا أقصد هنا ألا نستفيد من الماضي والا نفكر بالمستقبل فالماضي عبارة عن صندوق من التجارب لابد أن نحمله معنا للاستفادة منه بشرط أن نترك آلام التجارب خارج هذا الصندوق، والمستقبل هو عبارة عن ممر منير بتخطيطنا الدقيق له دون المبالغة والخوف منه بل بالتفاؤل والتفكير الايجابي سيكون مشرقا بإذن الله، والحاضر ـ وهو الذي يهمني كثيرا في هذا المقال ـ ميدان جميل للتحدي والاستمتاع بكل دقائقه وتفاصيله حتى المؤلمة منها لأنه لن يعود.
وسأكمل لك عزيزي القارئ باقي اللحظات في الأسابيع القادمة.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal