بقلم: طلال الرواحي
أهلا بك أيها المربي المبدع كعادتنا دائما نحب أن نخوض عوالم مختلفة مليئة بالعلم والمعرفة وذلك ليس لمجرد الخوض به فقط، وإنما لننتقي أفضل ما فيه من حكم وعبر وعظات نجني بعدها الخير الكثير، لذلك اليوم استأذنك لندخل عالما يعجبني كثيرا وأظنه يعجبك أنت أيضا، لأنه مليء بالبراءة والصدق، أجزم بأنك عرفت بأنه «عالم الطفولة»، لذلك نبدأ هذه الرحلة بهذه القصة:
في يوم من الأيام كان هناك طفل صغير يعود من المدرسة وهو يبكي بشدة وعندما وصل المنزل سألته أمه عن سبب ذلك البكاء، فإذا به يقول: بأن المعلم قال لي اليوم بأنك ولد غبي فابتسمت أمه بعد ما مسحت له دموعه وقالت لابنها: يا بني لا عليك من كلامه فأنت أذكى طفل في العالم، فاقتنع الابن بكلام أمه، ومارس نشاطه اليومي المعتاد، وبعد مرور عدة أيام رجع مرة أخرى من المدرسة وهذه المرة يبكي بشدة وحرارة فسألته أمه مرة ثانية عن سبب البكاء فقال لها: اليوم فصلت من المدرسة، استغربت الأم من ذلك واصطحبت ابنها إلى المدرسة وقابلت المديرة وسألتها عن سبب ذلك الفصل فقالت لها المديرة: ابنك متخلف عقليا ونحن غير مستعدين أن نعلم شخصا بهذه الحالة، فرجعت الأم إلى المنزل، وقامت كما تشير بعض الكتب والمراجع بتدريس ابنها ببعض الإمكانيات المتواضعة كاستئجار بعض المعلمين وغيرها، والأهم من ذلك «الأهم الأهم الذي أطلب من كل أم أن تركز فيه جيدا» بأن أمه يوميا كانت تهمس في أذنه بأنك أذكى طفل في العالم، هل تعلم أيها القارئ المثقف من هو هذا الطفل؟
نعم... إنه توماس إديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي واستطاع أن يكون في ذلك الوقت أذكى طفل في العالم ليس في نظر والدته فقط بل بشهادة العالم أجمع لأنني وفي هذه اللحظة أكتب مستفيدا من إضاءة ذلك المصباح.
أعتقد البعض هنا يستغرب ويعتقد بأننا نبالغ عندما نقول بأن الألفاظ تصنع الشخصيات، ولكي نقنع هذه الفئة من الناس أنا وأنت صديقي القارئ، لا بد أن نوضح الآتي:
«الألفاظ تؤثر على الأفكار والأفكار تؤثر على الشعور والشعور يؤثر في السلوك والسلوك يؤثر في العادات والعادات تكون الشخصيات» هذا هو التسلسل الدقيق بمنتهى الاختصار، وهنا يظهر لكل من يشكك في عنواننا هذا بأن الألفاظ أتت في البداية لتكمل السلسلة التي تنتهي بالشخصيات، ودائما يقال إذا كانت البداية صحيحة فاحتمالي أن تكون النهاية ناجحة كبير جدا، فلنركز دائما على أول خطوة نخطوها فأي مجال نحب أن ننجح فيه فهذه الخطوة تمثل الأساس في البنيان إذا استقامت استقام كل ما بعدها وإذا لم تستقم فالانهيار مؤكد لذلك البناء، ودعنا نركز اليوم في معالم هذا العالم الذي قررنا أن نخوض غماره ونطرح القصة القادمة:
قرأت في احد الكتب بأن في جامع الأزهر بمصر أغلب الشيوخ هم مصريون ما عدا شيخ واحد تونسي الجنسية اسمه الأخضر، فعندما سئل ذلك الشيخ عن قصته وما الذي أثر به وجعله يختار أن يكون إماما في الأزهر، فإذا به يقول هذا السبب الغريب وهو: بأن أمه عندما كانت تريد منه أن ينام وهو صغير كانت تقول له: « يا أخضر يا أخضر بكره حتكبر وتصير شيخ الأزهر». وسأكمل لك عزيزي القارىء باقي الموضوع مع خطوات عملية في الأسابيع القادمة.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal