إن تحليل البيانات فن، لا يختلف عن فن الإدارة، ولا أظن أن تشابه التصريحات بين شخص وآخر، هو محض «تخاطر» فقط، بل هو من تأثر العالم أجمع بمصالح مشتركة، فما يهتم به في الشرق، لا ينفصل عما يهتم به في الغرب.
وكنت قد سبقت بتصريحات استنتجتها من مختلف ما حللته وقرأته ووعيته عن مراكز الدراسات والبحث في العالم.. مصورة الأحداث التي جرت بين عامي 2020/2021 التي شابهتها فيما بعد بالتخاطر تصريحات عدد من المسؤولين.. فقد صرحت في 19 يناير 2020 عن «الحرب الأميركية - الصينية»، وقلت: «إنها ليست كالحربين العالميتين، فلا جيوش ستعبر أراضي الأخرى، بل هي احتكاكات عسكرية في بحر الصين، وستكون محدودية الطابع».
ثم توالت الأخبار حول هذه الحرب، فنشر في 27 أغسطس 2020 عن إطلاق «بكين» لحاملات طائراتها رغم تحذيرات الولايات المتحدة، كما نشر مرور المدمرة الأميركية عبر مضيق تايوان، وتحذير الصين لها، وتراشق الطرفين للاتهامات!
وقد صرحت في 3 مايو 2020 عن «أزمة الديموقراطية» وفقدانها لـ «أم» ترعاها وتزايد تهديدات «الشعبوية» لها.. وهذا ما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن بعد تبرئة سلفه دونالد ترامب، قائلا: «إن الديموقراطية هشة، وأنها بحاجة لمن يدافع عنها»، واتهم روسيا في 19 فبراير 2021 بمهاجمة ديموقراطية أميركا، وإضعاف مشروعها في حلف شمال الأطلسي، لأنه من الأسهل عليها تهديد دول وحيدة بدلا من التفاوض معها مجتمعة!
ولقد صرحت في 29 مارس 2020 عن «وباء كورونا» الذي يشكل أزمة عالمية لن تنتهي بسهولة! وستستمر إلى وقت طويل، حددته في 19 أبريل 2020 بأربعة أعوام مستبعدا أن يعود عالمنا نظيفا كما كان من جديد!
ووافق تصريحي لعدد السنوات في 13 مايو 2020 كبار علماء منظمة الصحة العالمية، مرجحين أن «كورونا» قد لا يختفي أبدا! ومنهم (سوميا سواميناثان).
وصرحت في الأول من شهر مايو 2020 عن «أزمة المناخ العالمية التي تهدد الوجود البشري»، وأشرت إلى انسحاب أميركا من اتفاق باريس وخطورته! وهو تصريح (بيل غيتس) نفسه في 6 سبتمبر2020، حين وجه العالم إلى محاربة خطر الاحتباس الحراري، لأنه سيكون أقسى من خطر «كورونا»!
كما شهدنا في 20 يناير 2021 كيف أعاد الرئيس الأميركي جو بايدن بلاده إلى اتفاق باريس، من أجل محاربة تغيرات المناخ.. وكيف حذر البشر من أزمة تغيرات المناخ! التي جعلته يضع أميركا في «حالة استعداد»، من أجل مواجهتها.
وأخيرا، فقد تحدثت في 11 أكتوبر 2020 عن «مارك زوكربيرغ - الرجل الأكثر تأثيرا في أحداث العالم»، وكان حديثي بمناسبة «انتخابات أميركا»، وقلت إن له التأثير الأكبر بها من خلال ما سيبث في الفيسبوك، ووصفته بـ «سلطان الإعلام»! ثم تبع تصريحي منشور له في 7 يناير 2021 يشير فيه إلى موافقته على تعليق حسابات الرئيس الأميركي السابق ترامب بعد مخاطبته مؤيدين له هاجموا مبنى الكونغرس!
وهكذا ففي العالم اليوم مؤثرات، وأزمات، لم تكن موجودة من قبل، وإن بعضها قد صنعته أيدينا.. على أنه وإن لم تصنع البعض الآخر أيدينا مثل وباء «كورونا».. فإننا بأنانيتنا، وانفراديتنا.. ساهمنا في سيطرتها على كوكبنا، بدلا من الإسراع في ترحيلها!
[email protected]