مع انتهاء الدور التكميلي الخامس من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة والإعلان عن خوض انتخابات مجلس الأمة 2020 في ديسمبر المقبل، كان تقييم المواطن لهذا المجلس على مستوى الشارع الكويتي أن المجلس لم يخرج بإنجازات للقوانين المستحقة إلا بقوانين تعد على الأصابع، ولما جاء التصويت على تعديل قانون الصوت الواحد للقانون الانتخابي الكويتي، أحدث هذا التصويت نوعا من التذمر بين الأوساط الشعبية في الشارع الكويتي!
هذا التذمر لم يأت من فراغ بل كانت هناك مطالبات شعبية بتعديل القانون الانتخابي وفق مرتكزات أساسية، ومنها على سبيل المثال التعرف على إحصاءات المواطنين في المنطقة الواحدة بالمقارنة بمناطق كويتية أخرى، وأيضا مثال آخر ما أفرزته التشاوريات الفرعية من أسماء لنواب عملوا تحت قبة عبدالله السالم لسنوات.. ومازال المواطن يشتكي من أدائهم، وبهذا يكون الاختيار قد وقع قبل الذهاب للاقتراع، وكثير من الأمور التي تقلق المواطن المنتخب لممثليه القادمين، وآخرون من أبناء الدوائر يتطلعون إلى تجديد الدماء السياسية في المجلس والحكومة بفوز نواب يمتلكون الخبرة ولا يمتلكون الواقع الأكاديمي، ما يعطل الرؤى التي من شأنها تشريع قوانين جديدة مواكبة للتغيير تدفع عجلة التنمية في البلاد، بينما هناك من يرى أن النواب الأكاديميين والمختصين هم الأولى بإخراج البلاد من مرحلة الركود التنموي.
فكثير من التحالفات السياسية بدأت بالإعلان عن مرشحيها بعد الإعلان الانتخابي للانتخابات في 4 ديسمبر وهكذا، وما بين ايجابية إعادة النظر في القانون الانتخابي والسلبية التي يراها كثيرون، يجب إعادة النظر في مرتكزات العملية الانتخابية برمتها.
وما بين اختلاف التوقعات المستقبلية بين المواطنين عن عودة النواب القدامى من عدمها، أو انتخاب مرشحين من حملة الشهادات العليا، سيفتح مجالا أمام التكهنات بمستقبل المرحلة القادمة من حياة الكويت والكويتيين، نحن نريد أن يحمل النائب المنتخب الأمانة الوطنية ويصونها ويسعى لتحقيق الجو العام لمفهوم الاستقلال والاستقرار الوطنيين، الاستقلال من تبعيات الأجندات والولاءات غير الوطنية (الطائفية والقبلية والفئوية)، والاستقرار برفع مستوى الوعي والاقتصاد الوطني وقطاع الخدمات وتوفير الحياة الآمنة المستقرة، لتعود الكويت إلى سابق عهدها، في مصاف الدول المزدهرة والمتقدمة، والتغيير ضروري وحتمي.. ترى أي الرؤيتين ستصدق؟ مجلس قادم بوجوه قديمة، أم مجلس قادم بوجوه جديدة في مرحلة جديدة من عمر الكويت.. هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة، فهل سيكون نظام الصوتين التغيير القادم؟
كلمة: اللهم احفظ الكويت من كل مكروه واغفر لسمو أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد، واجعل الجنة داره ومأواه، واسبغ على أميرنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، الصحة والعافية، إنك على ما تشاء قدير.
[email protected]