تلقيت نبأ وفاة الشيخ ناصر صباح الأحمد بعميق من الحزن والأسى، أعزي أسرة فقيد الوطن وآل الصباح الكرام، برحيل أحد قامات العمل الوطني السياسي والفكر التنموي العالمي، وصاحب المراكز القيادية العليا في البلاد، ألهمنا وألهم المولى عز وجل ذويه الصبر والسلوان.
في الحقيقة، الفقيد يستحق أن يخلد في ذاكرة الوطن لاسيما بعطائه السياسي والوطني من خلال مناصبه، وإشاراته الأخيرة الواضحة على أن الفساد لا بد أن يُقتلع من كل مفصل من مفاصل وزارات الدولة والمجتمع.
عُين الراحل وزيرا لشؤون الديوان الأميري في 11 فبراير 2006، وكان قد شغل منصب المستشار الخاص لولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بمرسوم أميري صدر في 7 ديسمبر 1999، وتم توزيره بمنصب وزير الدفاع ونائب أول لرئيس مجلس الوزراء بدءا من 11 ديسمبر 2017 وفي نهاية ديسمبر 2019 تم صدور مرسوم بتعيينه نائبا لرئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية.
اهتم الفقيد بالنواحي الثقافية، حيث أسس دار الآثار الإسلامية الأثرية، ونال العضوية الفخرية بمجلس أمناء متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، وأسس الفقيد جمعية حماية المال العام الكويتية وأصبح عضوا فيها، كما حرص، رحمه الله، على توظيف مقدرات الدولة المالية في رفع الاقتصاد الكويتي من خلال جهوده في هذه الجمعية آنفة الذكر من خلال توعية أعضائها حول حماية الأموال العامة وبيان أهمية دور المواطن في الحفاظ على المال العام، وبعد اجتياح وباء كورونا للبلاد والعالم نادى بالإصلاح العام وضرب الفساد في أوكاره.
وقدم، رحمه الله، رؤية اقتصادية تنموية كبرى من خلال مشروع مدينة الحرير (كويت- 2035)، لكن شاءت الأقدار ألا يكمل حلمه كما أراد نجل والد الجميع المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراهما.
كما اعتنى الراحل بإضافة مشاريع استثمارية تجارية في البلاد، فأسس شركة فتوح القابضة الاستثمارية ليصبح الشيخ ناصر صباح الأحمد رجل دولة من الطراز الأول من خلال مناصبه وإنجازاته.
لم تمض ثلاثة شهور على رحيل قائد الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد والذي عنونت الصحف في مقالات نشرها محبوه بأن صباح الأحمد غيب نور الصباح عن الكويت، ولا بد لي أن أعنون والغصة في الحلق شجن «لقد انطفأ سراج النور لكثيرين ممن يؤمنون بضرورة التغيير ودفع عجلة التنمية بالعاجل».
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]