مازالت شركات الدول العالمية تتنافس على إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) وذلك لإعطاء مناعة بعيدة من هذا الوباء لفترات طويلة من الزمان، ومؤخرا أعلنت شركات فايزر وبيونتيك وموديرنا الأميركية عن إجازته، في المقابل هناك أبحاث تدل على تمحور الفيروس في عدة دول في أوروبا.. كما وردت في التقارير الدولية.
وقامت وزارة الصحة في الكويت مشكورة بإصدار ترخيص استخدام الطوارئ للقاح «فايزر ـ بيونتيك» المضاد لفيروس كورونا، ظهر بعد هذا الإعلان مشهد الانقسام في الرأي حول الراغبين في التطعيم من الرافضين للتطعيم والخوف من أضراره أو آثاره الجانبية.
وما قرأناه وسمعناه من مسئولي وزارة الصحة الكويتية وهذا ما يهمني، وتحديدا ما ذكر على لسان د.عبدالله البدر الوكيل المساعد لشؤون الرقابة الدوائية والغذائية بوزارة الصحة الكويتية، عن أن الترخيص جاء بناء على قرار اللجنة الفنية المشتركة بين إدارة تسجيل ومراقبة الأدوية الطبية والنباتية وإدارة الصحة العامة لتقييم وتسجيل اللقاحات والطعوم، وبعد دراسة مستفيضة لحالات سريرية وغيرها، وجودة عالمية لتصنيع الدواء بمعايير عالمية.. أمر طيب وهذا ليس ببعيد عن حرص وزارة الصحة على المواطن والمقيم بتعزيز بيئة صحية وطنية شاملة بمقاييس عالمية.
وقبل أيام طالعتنا الصحف الكويتية عن أن اللقاح لابد أن يتلقاه كل من يريد السفر من الكويت إلى بلدان العالم، ولابد أن نسأل: ماذا قبل اللقاح والسفر؟ وهل بذلك يتحول اللقاح من الاختيارية إلى الإجبارية للمواطن والمقيم؟ وماذا عن من أصيبوا بالمرض وأصبحت لديهم مناعة ذاتية؟ وإن كان الفيروس يتحور فما الفائدة من لقاح أنتج على نسق المستجد «كوفيد ـ 19» الأصلي؟
بارك الله جهودكم يا وزارة الصحة لكن أجيبوني عن الأسئلة، وأطلعونا على برنامجكم قبل التطعيم الخاص بالصحة العامة لمتلقي الطعم، لا يمكن لنا أن نقيس فعالية اللقاح من خلال شخص أو شخصين أو طابور من الأشخاص، إذن لماذا هذه القيود على السفر وغيره، لماذا هذا الربط برحلات الطيران، وكان لكثير منا تجارب طيبة بالحجر لمدة 14 يوما لمن أصيبوا بالفيروس ولمن لم يصابوا أسوة حسنة وبالالتزام بالمعايير الصحية دور في انخفاض معدلات الإصابة، عليكم يا وزارة الصحة بأن يكون هناك برنامج قبل التطعيم لأي فرد، فبدلا من ربط اللقاح بالسفر، لماذا لا يكون هناك برنامج وطني لإجراء الفحوصات المخبرية الكاملة لقياس مدى تقبل الصحة العامة للفرد على استقبال هذا اللقاح للفيروس المستجد؟
يا سادة، إن المقال ليس للتخويف ولا للتخوين بالنتائج العلمية، وثقتنا بالحكومة كبيرة، إنما المنطق العقلي في التعاطي مع الواقع يدعنا نتساءل.
أين برنامجكم الوطني للحماية من آثار اللقاح الجانبية؟ ومن المسؤول عن الوفيات لو حصلت؟ ولماذا نقوم برفع الحظر عن الدول التي تصدر لنا الفيروس المستجد المتمحور؟ لقد بات الحديث عن «كوفيد ـ 19» جزءا من الماضي في حال تأكدت الإصابات بالفيروس المتمحور «السلالات الجديدة لكوفيد»، لذا أقول.. لوزارة الصحة مع التحية!
[email protected]