ألقت وزارة التربية بظلال المسؤولية الإنسانية والعلمية ومستقبل أبنائنا على وزارة الصحة، وباتت الأخيرة في مأزق، حيث حسمت «التربية» موقفها من اختبارات الصفوف المدرسية التي تسبق الصف الثاني عشر، وقررت أن تجرى الاختبارات للصف الثاني عشر بالآلية الكلاسيكية ألا وهي الامتحانات الورقية حين إعلان وزارة الصحة الموافقة عليها.
ورغم الملاحظات المهمة التي قدمتها الهيئات الإدارية لوزارة التربية، والتي تحسم اللغط الدائر بين أولياء الأمور بين مؤيد ومعارض للاختبارات سواء التحريرية أو الـ «أون لاين»، أتساءل: لماذا كل هذه الفوضى والجلبة التي تعقّد الملف التعليمي بأكمله، إن هذا التخبط الواضح في استخدام آلية الاختبارات لطلاب الثانوية العامة والتي تبقى بين مؤيد ومعارض في الجسم التربوي أولا، والجسم الصحي ثانيا.. يجعل من القرارات الرسمية محل سخط من قبل أولياء الأمور.
إن تلاقف المسؤولية بين وزارة التربية ووزارة الصحة بشأن اختبارات الثانوية العامة 2020/2021، يعطل المزايا الحقيقية لمنظومة التعليم عن بُعد، فكيف يمكن لوزارة التربية إجراء اختبارات عن بعد للصف العاشر والحادي عشر وفق آلية معينة، ولا يمكنها تطبيق هذه الآلية مع طلبة الثانوية العامة لهذا العام؟!
وقد تطمئن وزارة الصحة أولياء الأمور بإمكانية تطعيم طلبة الثانوية العامة في حال القرار الصحي بإجراء الاختبارات التحريرية، وتارة لبحث المستجدات حول الفيروس المتمحور، وأتساءل ماذا عن أولياء الأمور وموافقتهم على الطعوم لأبنائهم من عدمها؟ وماذا عن احتمالات الإصابة بالفيروس والاحتمالات كبيرة جدا بالتفشي بين الطلبة في ظل التحوّر الفيروسي المستمر لأكثر من سلالة؟
أما الشق الأهم في الحديث عن العام الدراسي، فنسأل وزارة التربية عن النتائج التي وصلت إليها وتقييمها للعملية التعليمية بعد عام من التجربة، وهل رصدت الوزارة السلبيات قبل الإيجابيات، أم سيبقى أبناؤنا أجسادا في حقل التجربة، ومع المتغيرات التي فرضتها علينا جائحة «كورونا»؟
أدعو وزارة الصحة إلى متابعة التوصيات الصادرة عن وزارة التربية لدراستها وبحثها، وذلك تزامنا مع رفض شريحة كبيرة من أولياء الأمور اعتماد آلية الاختبارات التحريرية في صفوف الدراسة لطلبة وطالبات الصف الثاني عشر لشهادة الثانوية العامة، لذلك بصراحة مستقبلهم في ملعبكم يا وزارة الصحة.
[email protected]