اجتهدت الكويت عبر عقود طويلة من الزمن ومنذ النهضة الحديثة للدولة، بصنع واجهة حضارية معمارية عبر مقطوعات هندسية من الطرق السريعة والشوارع الرئيسية بالاستعانة بأفضل الخبرات الهندسية العالمية، إلا أن هذه الطرق السريعة ومداخل المناطق والشوارع تعاني وتئن، وأكل عليها الزمان وشرب، اجتاحتها عوامل التعرية الجوية والمجتمعية والاقتصادية، التي طرأت على التركيبة السكانية التي تعاني خللا مازالت قيد العلاج على طاولة المسؤولين، إلى جانب القوانين التي شابها النقصان عند التشريعات، وعند التنفيذ الفعلي شابتها شبهات الفساد، ولهذا فأنت أيها المواطن وفي ظل قرارات الدولة بالحظر ستقف في الازدحام ساعتين لتصل إلى عملك أو إلى منزلك.. لكم الله.
وهكذا.. في كل حكومة قادمة وقبلها سابقة كانت تطرح ملفات وقضايا تهم المواطن ومنها الازدحام المروري وحوادث الطرق التي تكمن في شقين مهمين على الدولة علاجهما، أولهما: إصلاح الطرق وتوسيعها بما يتناسب والطاقة الاستيعابية للسيارات والمركبات والنقل الداخلي، وثانيهما.. قانون ساعات العمل والذي يتزامن وخروج الموظفين والمدارس سابقا، والمواطن العادي وغيره، ولذلك مازالت المشكلة المرورية في تفاقم والدولة تدفع الثمن من الخسائر المادية والأرواح، والتعطيل المباشر للموظف ودوره المهم في تواجده في مكان عمله ما يؤثر على التنمية المهنية والمجتمعية.
وعن هذا الموضوع كتبت مقالا سابقا، لكن لا حياة لمن تنادي، وتحدثت فيه عن الازدحام المروري تحت عنوان «مستشفى الجهراء الجديد.. ومشكلة الازدحام المروري»، وطالبت فيها بإعادة النظر في الأسباب التي تمنح على أساسها الإدارة العامة للمرور «رخص القيادة للوافدين» وأوضحت أنها ليست بجيدة للمواطن لكن هناك بعض الظواهر التي يجب أن تغيب تماما عن شوارعنا.
ومع جهود الدولة مشكورة إلا أن الحظر الجزئي اعترته بعض الظواهر التي على أثرها قامت الحكومة بتغيير قراراتها بسبب الازدحامات المرورية في الشوارع، إذن يجب الأخذ بعين الاعتبار هذه السلبيات التي تعتبر نتيجة لسلسلة من الملفات المعقدة والتي استمرت عقودا وعقودا، ولذلك لا أتمنى أبدا أن أرفق مقالا قادما أنظر فيه إلى مزيد من السلبيات الموجودة على أرض الواقع الكويتي، ومنها مشكلة الازدحام المروري في ظل الجائحة.. الذي تعاظمت نتائجه وتضرر منه المواطن نفسيا وماديا من إصلاح لأضرار في مركبته أو تأخير على عمله أو على أسرته، أو خسارة حياته بسبب السرعة بين المركبات.
[email protected]