تابعنا في الفترة الماضية المواجهات بين الشعب الفلسطيني المجاهد في القدس المحتلة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد كانت بمنزلة الانتفاضة الثالثة للمسجد الأقصى في وجه العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا الإسلامية أولى القبلتين المسجد الأقصى المبارك.
وحبنا لتلك الأرض الطاهرة لم يأت من فراغ فقد قال المولى عز وجل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله - الإسراء:1).
فكان المسجد الأقصى الوجهة التي استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعرج به في رحلة الإسراء والمعراج المباركة من هناك، فبارك الله حوله وأيد شعبه بالنصر ولو بعد حين، هكذا يوقن كل مسلم عاقل بالغ بأهمية المسجد الأقصى ومكانته في نفوسنا، وإن تحدثنا عن شعب فلسطين فهم من أبناء جلدتنا مهما اختلفنا معهم بالمواقف السياسية ونصرة أغلبهم للعدوان العراقي الغاشم على الكويت في 1990، ومهما فرزت الساحة السياسية الدولية لهم مواقف، كانت متباينة لم تحقق لهم المصالح التي سعوا من أجلها، فهم وقودها في القدس وغزة والضفة الغربية.. وكيف؟ إن تقسيم الكيانات السياسية الفلسطينية.. والمفارقات السياسية التي نتجت عن توظيف الرؤى السياسية والأجندات الداخلية من الخارج أدت إلى تعطيل عملية عودة الحق الفلسطيني لأصحابه، فالفلسطينيون في أرض الشتات منذ سبعين عاما ويزيد، والدولة الفلسطينية الحالية وتعطيل الانتخابات عكسا الموقف لصالح الكيان المحتل، ولم تكن يوما الدول الخليجية والعربية إلا عونا للشعب الفلسطيني وبيانات الشجب تثبت التحرك الخليجي والعربي ضد هذه الهجمات.. ولكن تشتت بالقيادات الفلسطينية السبل بالتنافس على إدارة الدولة.
ولكن.. ماذا عن الحاضنة الكويتية والعربية للقضية الفلسطينية؟.. مازالت الكويت ثابتة على خطها القومي باعتبار العدو الصهيوني كيانا غاصبا محتلا والتاريخ يشهد ولا مجال هنا للسرد، وأقربه ما أكدته الكويت في انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي استضافته البحرين قبل أقل من عام، وعادت لتؤكده مع كل طرح يتعلق بصفقة القرن التي رفضتها السلطة الفلسطينية، كما أن بيان وزارة الخارجية الكويتية من الهجمات الصهيونية المتكررة تؤكد ثبات الكويت على موقفها منذ أكثر من ستين عاما منذ إعلان الشيخ المغفور له بإذن أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم.. مقاومة الكيان الصهيوني منذ أواخر أربعينيات القرن واستشهاد كويتيين على أرض فلسطين بالإضافة إلى قانون أصدره الشيخ عبدالله السالم عام 1964 بحظر «كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما أقاموا» ومرسوم الأمير الراحل الشيخ صباح السالم بشأن الحرب الدفاعية ضد العصابات الصهيونية عام 1967.
ومازالت الكويت ثابتة على موقفها من الاحتلال الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني والشعب الكويتي يؤيد قيادته الحكيمة بمواقفه سواء بإيقاف الأنشطة الرياضية من شبابنا في الدورات الأولمبية العالمية أمام إسرائيل المحتلة أو بحظر ركوب الخطوط الجوية الكويتية، أو بالمصافحة في المؤتمرات العالمية، فضلا عن موقف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في الأمم المتحدة، عندما ألقى كلمة جعلت كرسي إسرائيل شاغرا في تلك الجلسة وأدى إلى خروج الوفد الإسرائيلي من القاعة.
ومع فكرة السلام العالمي.. تعالت الأصوات المؤيدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني من الإخوة الأشقاء في الخليج والدول العربية وفق الرؤى السياسية الخاصة لمصلحة تلك الدول، وفي مقال سابق كتبت عن احترامنا لتلك الخطوة السياسية، وتوسمنا خيرا بأن يكون العدو الصهيوني لديه من المروءة بمكان.. أن يتعرف إلى المعنى الحقيقي للسلام وضميره العربي من التطبيع وعندما يفتح له المجال بالتقارب مع الشعوب العربية، لكن لا حياة لمن تنادى، رد العدو الغاصب بالاستمرار بالتوسع الاستيطاني وقتل أبناء القدس بدم بارد في ليالي شهر رمضان المبارك الذي له حرمته عند المسلمين حول العالم واستباحة ساحات الأقصى المبارك.
وعليه.. فإن الله تعالى سينصر المسلمين في الأقصى المبارك ولو بعد حين.. نصرا مؤزرا، وما كان لقلمي إلا أن يكتب ليشجب ويستنكر.. هذه الهجمات اللا إنسانية الغاصبة المنكلة بأبناء شعبنا العربي الفلسطيني، بل وأطالب بدعم القضية الفلسطينية وإيجاد حل دولي سريع لعودة فلسطيني الشتات وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. ولا أقول إلا كما قال أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قمة المؤتمر الإسلامي عام 2017«الجميع مطالبون بأن يهبوا لنصرة القدس والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية».. وطارق بورسلي يقول «القدس لنا».
[email protected]