مازلت أثقل عقلي بالتفكير حول المستجدات المحيطة بالمسيرة التربوية والتعليمية في الكويت، كون التربية والتعليم أمتن الركائز لبناء الدولة الحديثة المتجددة عبر بناء العقول البشرية والسلوكيات الاجتماعية الراقية والمتقدمة.
ولعلي مهتم بمتابعة الجهود الحثيثة التي تقوم بها وزارة التربية وما تمليه على إدارات المدارس على اختلافها في الدولة، ولكم كنت مبتهجا قبل عامين بعودة قطاع المكتبة في مدرسة سعاد الصباح الثانوية، حينها سطرت الحدث بمقال خاص نشرته جريدة الأنباء الكويتية في 21/4/2019، حول النقلة النوعية التي قامت بها المدرسة بترميم المكتبة وإعادة الحياة إليها بقيادة المديرة الفاضلة فاطمة الراشد.. حينها كانت الإشادة بالحدث، حول هذا المشروع وتمنيت أن يعمم على جميع المدارس بذات الجهد لتفعيل دور المكتبة وبعض هذه الأمور تمت بالفعل في مدارس أخرى وكنت متابعا للحدث، فعلي سبيل المثال.. تم تفعيل دور المكتبة من خلال المواد الدراسية وكانت الزيارات مرتبة ومجدولة لأخذ الطالبات للمكتبة للاطلاع، وإقامة المسابقات البحثية من خلال الكتب الموجودة في المدرسة، وأقيمت بالفعل دورات وورش توطين التدريب في ذات المكان.
وليس الحديث حول مدرسة سعاد الصباح إلا مدخلا منصفا، للحديث عن مدارس أخرى استطاعت في زمن الجائحة أن تطبق معايير وزارة التربية المطلوبة بنجاح خلال امتحانات الثانوية العامة قبل شهر، واستطاعت ثانوية العصماء بنت الحارث بإدارة مديرتها الفاضلة والمجتهدة خيال الإبراهيم أن تكون نموذجا يحتذى مستقبلا، عبر تشكيل لجان مخصصة للمراقبة والمتابعة والطوارئ، واستطاعت بفضل الله أن تسير عملية الاختبارات بسلاسة ونجاح.
والجدير بالذكر أن عدد المتقدمات لاختبار الثانوية العامة بلغ 123 طالبة في مدرسة العصماء بنت الحارث، اجتزن بفضل الله تعالى مرحلة الاختبارات بجدارة وفق الخطة التي وضعتها الإدارة وسيرا على جدولتها للخطة التنفيذية التي طبقت على أرض الواقع مع بداية أول يوم للاختبارات، من جهة اختبارات الخلو من الفيروس إلى ترتيب القاعات وتطبيق التباعد الاجتماعي وصولا إلى قياس الحرارة لكل طالبة.. وتنفيذ البيئة الآمنة لإجراء الاختبارات الورقية، ونشد على أيدي الأخوات الفضليات ونفخر بمتابعتهن وتنسيقهن الإداري وجعل مدرسة «العصماء بنت الحارث» مدرسة «نموذجية» بجدارة ولا نسقط حق أي مدرسة أخرى قامت بنفس الدور واجتهدت بالعمل التربوي في مرحلة الاختبارات الورقية هذا العام.
وتزامنا مع ما فرضته وزارة التربية من ضرورة إجراءات بخصوص «الاختبارات الورقية» والذي كان لي فيها مناشدات وملاحظات على هذه القرار خلال عدة مقالات سابقة، وبرأيي مازلنا «محلك راوح» بالنسبة لآلية التعليم فالوزارة محتارة بين التعليم الإلكتروني والورقي للعام المقبل «غياب الإستراتيجية الواضحة»، وهذا يشكل جهدا اضطراريا على الإدارات المدرسية لإعداد خطتين مدرسيتين بدل الخطة الواحدة للعام الدراسي.. والتي يجب أن تكون مكتملة الجوانب من أساسيات وفروع تعليمية وتربوية.. وهل سننتظر إلى ما بعد العيد لمعرفة آلية التعليم للعام الدراسي القادم، قبل شهر من بداية العام الدراسي الجديد، وإذا كان الدوام حضوريا فما هي آليته سواء للمتطعمين أو غيرهم من الطلبة والمعلمين؟ وما الاستعدادات داخل المدارس؟ وإن كان التعليم إلكترونيا.. فهل سنعود لتطبيق الاختبارات الحضورية على الثانوية العامة فقط أم على جميع الفصول الدراسية.
قد تبدأ دوامة القرارات التربوية لأولياء الأمور والطلبة في عالم مليء بالتساؤلات لنتعرف على ماهية خطة وزارة التربية للعام القادم.. وآلية التدريس المقررة؟ وتبقى التساؤلات قيد الأجوبة مستحقة على وزارة التربية..
ولا أقول إلا بوركت جهود ثانوية «العصماء بنت الحارث»، ممثلة بجهود إدارتها المتميزة.
[email protected]