بعد يوم على نشر مقالي التأبيني للراحلة الرائدة لطيفة محمد علي البراك في جريدة «الأنباء» الكويتية.. وردت بعض التعليقات التي عند قراءتها ما امتعضت من التصحيح المنير لبعض النقاط المهمة في مقالي المتواضع نحو قامة من القامات التربوية الكويتية إنما كان الامتعاض من تلك المعلومات المتضاربة والمغلوطة بالتواريخ المتقاربة والمختلفة في المواقع الإلكترونية الكثيرة والتي غصت بتأبين الراحلة عبر ذكر سيرتها العطرة والتي اختلفت من موقع خبري إلى موقع شخصي وحتى بعض المواقع التي تنسب لنفسها العناية بتاريخ المربيات الفاضلات.
وكحال الجميع أدرت محرك البحث غوغل للبحث عن سيرة الراحلة لطيفة البراك، رحمة الله عليها، لأجد الكم الكبير من المعلومات ما دفعنا للقراءة حول المعلومة الأكثر تكرارا وتداولا في الخبر من باب المهنية الصحافية، ولست هنا بموقع البحث الاستقصائي عن الشخصية، رحمها الله.. إنما المواساة والتعزية لأهل الفقيدة الكرام، الذين أضعهم اليوم أمام مسؤولية التدوين الحقيقي لمعالم شخصية الراحلة المهنية لطيفة البراك، رحمها الله، فقد لا يرد إلى ذهن الكاتب أن المعلومات الشخصية للبارزين والموهوبين والمنجزين في المجتمع قد يشوبها شائب، ولكن ثبت العكس.
ورب ضارة نافعة، فقد رحلت المعلمة الفاضلة وتركت لنا إرثا من المهارات التعليمية والتاريخ الطويل مع المنهجية والإستراتيجية المدروسة في التربية والتعليم، وفتحت لنا من خلال ما وصلني من تعليق على تصحيح بعض المعلومات في مقالي المتواضع أمام تاريخ لطيفة محمد البراك الوطني في عصر النهضة الكويتية، بأن أطالب بتدوين تاريخ الرائدات والرواد الكويتيين حتى لا يقع الكتاب والمؤلفون محليا وعربيا وحتى دوليا في اللغط والحرج.
وعليه، فإن مسؤولية التدوين والتوثيق أخطر بكثير من مسؤولية الحد من السرقات الأدبية.. فعدم صحة التدوين والتوثيق قد يؤدي إلى التزوير في التاريخ الشخصي والمهني في المجتمع، ولطيفة البراك من تاريخ الوطن.
ولذلك استحق التعليق مقالا ممزوجا بالحزن والأسى على فقدان ثقل تربوي تاريخي مثل الراحلة وعلى عدم الاهتمام بتوثيق سيرتها، ولعل من المهم اليوم أن تحفل المكتبة الوطنية بسيرة الرائدات المؤسسات من خلال الدراسات والبحوث الاستقصائية وتسليم المعلومة الموحدة والصحيحة لمواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها نافذة الكويت على العالم، كما أدعو النقابات المعنية في وزارات الدولة إلى المساهمة برصد وتوثيق التاريخ الوظيفي الحقيقي بالتواريخ والمناصب للجرائد والمجلات وغيرها.. فتلك المقالة وضعتنا أمام استحقاق وطني تاريخي ألا وهو غربلة تاريخ الرواد من التوثيق المستباح.. فمحاسبة كل من هب ودب بدس المعلومات المغلوطة في الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي مستحقة، ولسنا هنا بمحل وضع المصادر التي قرأتها قبل تحرير المقال إنما يمكن لأي قارئ أن يبحث عن المحرك ويكتشف المعلومات المتضاربة والمختلفة حول التاريخ الأسري والتربوي للراحلة، رحمها الله تعالى.
أدعو وزارة التربية وجمعية المعلمين الكويتية إلى توثيق سيرة الرائدات من المعلمات بالتعاون مع وزارة الإعلام، كما أدعو طلبة الماجستير والدكتوراه في جامعة الكويت - كلية التربية إلى الأخذ بعين الاعتبار تلك الشخصيات الرائدة في مجالها ومنهجياتها في التربية والتعليم والتي كانت الراحلة لطيفة محمد علي البراك الفضالة تملك إحداها؛ ولذلك التعليق استوجب التوضيح، رحم الله الرواد والرائدات.
[email protected]