تناقلت الصحف المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء الأخيرة، وكنت قد كتبت كثيرا عن الإنجازات الحكومية والتحديات الصعبة أمام حكومة «صاحب الثوب النظيف» سمو الشيخ صباح الخالد وكنت وما زلت كأي مواطن راصد للأداء الحكومي والتشريعات البرلمانية، أصر على تحقيق المطالب الشعبية.
إلا أن حكومة الشيخ صباح الخالد ما زالت تجتهد في ظل التحديات والشخصانية بين السلطتين، ما عطل الكثير من مصالح الكويتيين ومطالبهم المجتمعية المشروعة، وكانت اللفتة الكريمة من متابعة وحضور معالي رئيس مجلس الوزراء ليجري حوارا مفتوحا مع أبنائه خريجي جامعة الكويت المتفوقين للعام الجامعي 2020 /2021 خلال زيارة إلى مدينة صباح السالم حمل مضامين إقبال الحكومة على ما يسمى بالحكومة المنجزة، تلك الحكومة التي يريدها الكويتيون والشباب الشريحة المهمة التي يرتكز عليها المجتمع.
وجاء تفنيد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ممزوجا بالوعد والأمل بقرب تحقيق مطالب تصحيح المسارات الحياتية في الكويت ومنها التعليم والصحة والهرم الوظيفي (الوظائف)، ولذلك كانت كلمة سموه حاملة لخطة إدارة عجلة التنمية في البلاد، ومنها التطمينات بأن الكويت ستصل إلى المناعة المجتمعية بعد أن تم تطعيم 2.6 مليون مواطن ومقيم بنسبة 66% وسنكمل نسبة 70% بنهاية سبتمبر المقبل إلى جانب الاشتراطات الصحية واستمرار الكويت بها أي العودة الكاملة للحياة الطبيعية.
كما تضمنت الكلمة العناية المباشرة بمستقبل الشباب الكويتي ومنهم الخريجون المتفوقون بمباشرة انضمام 10 طلاب منهم لمجلس الوزراء في مركز المبادرين للمساهمة في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى الجديدة في البلاد، والإعلان عن مجلس تأسيسي لجامعة عبدالله السالم، وقريبا سيكون الإعلان عنه من قبل مجلس إدارة الجامعة ما يوضح أن الحكومة بدأت الدعم الحقيقي للصرح الأكاديمي ودمج الطلبة في المبادرات والمشاريع كطاقة بشرية وفكرية، وأما عن التحصيل العلمي فقد حملت كلمة رئيس مجلس الوزراء التفاؤل والخطة للعودة الآمنة للمدارس وإكمال التحصيل العلمي المدروس، كل هذه التطمينات تبرهن على أن الحكومة ماضية في إدارة عجلة التنمية بالبلاد بعد الركود في شتى المناحي جراء تداعيات الجائحة.
ولعل الحديث عن «مدينة الحرير» و«رؤية 2035» عاد إلى المشهد الحكومي بصورة قوية، وكان قد غاب عن المواطن بعد وفاة المغفور له نائب رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وأما عن مستقبل الشباب وخلال الكلمة أعلن عن سبعة مشاريع تنموية كبرى سيقوم الشباب الكويتي بجزء كبير من تنفيذها وهي: مدينة الحرير وميناء مبارك وجسر الشيخ جابر ومطار الكويت الجديد والمدينة الترفيهية وجزيرة فيلكا والجزر الأخرى والوقود البيئي، ما سيوفر 100 ألف وظيفة للمواطنين ويعود على البلاد بتنوع مصادر الدخل.
أما عن القطاع الترفيهي والسياحي في البلاد، فحملت الرؤية الحكومية القادمة الإعلان عن الانتهاء من تصميم المدينة الترفيهية والتي بات عرضها على القطاع الخاص قريبا، كما أعلن عن المشاريع الاستثمارية للشباب، وهي أيضا حلم لمستقبل أفضل.
إن ما تفضل به سمو رئيس الوزراء في هذه الزيارة وهذا اللقاء مع الخريجين ليضع الحكومة أمام المسؤولية الكبرى لإدارة عجلة التنمية من جديد، بمعالجة الخلل في التعليم وتطوير قطاع الصحة العامة في البلاد وتقديم الكثير من الفرص للشباب الخريجين عبر القطاع الوظيفي الحكومي والخاص، وننتظر من الحكومة الإعلان عن خطتها لمباشرة عمل مشروع «رؤية 2035».
[email protected]