ثلاث رصاصات قاتلة أودت بحياة مواطنة صوبها ابن أخيها غدرا قبل أيام، هكذا طالعتنا الصحف الإلكترونية المحلية على وسائل التواصل الاجتماعي بوقوع جريمة أخرى في الكويت.
القتل والغدر أودى بحياة مواطنة قتلها ابن أخيها، والتفاصيل الكاملة في غرف التحقيق ومحرري الخبر على المواقع الإخبارية الكويتية، وذلك بعد جريمة قاتل أمه، وقاتل الشرطي، وما سبقها من محاولة قتل لأحد المواطنين من قبل عمه، وقبلها خطف وقتل المواطنة المغدورة فرح أكبر، وكذلك قاتلة زوجها في الشاليه، وغيرها من الجرائم، وصرنا لا يمر علينا شهر إلا ونسمع أن جريمة قتل قد وقعت!
طالبت في مقال سابق بتفعيل عقوبة الإعدام لكل قاتل لنفس بشرية لأنه عند الله كمن قتل الناس جميعا، ولذلك على الحكومة الكويتية بالتعاون مع السلطة التشريعية تغليظ العقوبات وإقرار القوانين التي من شأنها تفعيل الحماية الإنسانية في المجتمع الكويتي لجميع أبنائه، الذي لطالما تمتع أفراده بالترابط الأسري والمودة والرحمة، وكأن هذه الثقافة أي «القتل والعنف والجريمة المنظمة» موجودة وكامنة لدى القتلة في مجتمعنا، وكأننا كنا نعتقد أنها مستوردة.
أتخوف حقيقة من النشء على النشء، فأنت عندما تضع تفاحة معطوبة في صندوق تفاح ناضج وطازج، لن يكون إلا عطبا لجميع ما هو ناضج وطازج في ذلك المحيط النظيف، أتخوف أن من أن تعيش الكويت الحبيبة في ظل انفلات أخلاقي خفي غير ظاهر يظهر فجأة، نشء لا يعي حرمة الرحم ولا عادات المجتمع، وحذار أن نسمح لشريعة الغاب بأن تسود بيننا، في ظل التقلبات النفسية والمعيشية التي يعيشها أبناء الكويت.
أصبح من الضروري تفعيل الدراسات النفسية والمجتمعية وأخذ هذه العينات، وخصوصا في موضوع الجريمة المنظمة، فإن تأمن عمة لابن أخيها وترافقه ويقتلها بطلقات غدر فتلك مصيبة مجتمعية والعقوبة المغلظة لمن مات قلبه عن قتل رحمه، وقس على ذلك جميع الجرائم التي وقعت قبل أشهر.. ومنها قتل الأرحام أو الأصدقاء أو التعدي الجائر على حياة البشر، إن الكويت تمر بظروف استثنائية تستوجب منا، الإشارة المباشرة لأسباب الجريمة التي لا نريد أن نصفها بظاهرة إنما مازالت حالات يجب دراستها ضمن علم النفس الاجتماعي وبث الوعي في الشباب وخصوصا الوعي القانوني بالعقوبات جراء هذه الجرائم، وأدعو الفنانين إلى توجيه الدراما في هذا المجال وكتابة السيناريو الذي ينظم حياة الشباب، لا أن يجعل من القتل والعنف رمزية لمستقبله القادم، إن الجرائم في الكويت دقت ناقوس الخطر، فماذا أنتم فاعلون؟!
[email protected]