ليس ببعيد عن الكويت قائدة العمل الإنساني وعرابة العلاقات الدولية ومهندسة فك المنازعات بين الدول، أن تكون حاضرة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ممثلة بشخص سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ممثلا عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وجاءت مشاركة الكويت إلى جانب مشاركة 9 دول عربية وأجنبية بالإضافة إلى منظمات دولية عدة.
وفي الحقيقة يسعى العراق البلد الجار للتقارب مع الكويت ودول الخليج لاستعادة دوره في المنطقة الخليجية والعربية، فقد جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الكويت لأول مرة منذ توليه منصبه في ابريل 2020 لفتح الأفق في سبل التعاون بين البلدين، ودعوة المستثمرين الكويتيين للعمل على ذلك في العراق، لتعكس التفكير الصائب لهذا الرجل الذي يريد النهوض ببلده والرجل يسعى لاستقرار وطنه مما يؤدي لاستقرار المنطقة الإقليمية والتصحيح على خط مسارات العلاقات الكويتية العراقية والخليجية الخليجية والعربية الإيرانية والتركية والعلاقات الأوروبية، وجلب التجارة الدولية للعراق بشكل مباشر مما يوضح لنا ككويتيين وكان لنا مالنا من ويلات جرت علينا.. من جراء الغزو العراقي الغاشم على الكويت الذي تسبب ولايزال فيما تعانيه المنطقة إلى الآن.
وليس بغريب، على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد أن يدعو إلى المساهمة في استقرار الدولة الجارة، فمن تخرج من مدرسة قائد الإنسانية المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذي دعا إلى إعمار العراق في مؤتمر المانحين 2018، فقد خصصت خلال هذا المؤتمر الذي كان برعاية كويتية بما يقارب ملياري دولار، ليتعهد المشاركون بدورهم بـ 30 مليار دولار لإعادة إعمار العراق على هيئة استثمارات وقروض ميسرة.
هذه هي الكويت التي تعالت على الجراح التي لا تنسى من الجار العراق، ومدت يد العون للنهوض به للعودة إلى الحاضنة العربية والدولية، ولقد عمل سموه على الدعم الفعلي بالتصريح بأن استقرار الأمن في العراق يسهم في استقرار المنطقة، وأن العراق تمكن من التغلب على معظم التحديات التي واجهته، مثمنا تعاون العراق في إغلاق ملف المفقودين من الشهداء والأسرى.
ويأتي المؤتمر للتأكيد على دور العراق السياسي والتقارب بين الدول التي كانت في الأمس القريب على اختلافات في وجهات النظر سياسيا، إن العراق أعرب عن نواياه الحسنة تجاه بيئته العربية الحاضنة والدول الصديقة التي لها في الملف العراقي الدولي صولات وجولات، ليعلنها الرئيس مصطفي الكاظمي صراحة بقوله «لا عودة للماضي أو إلى المسارات غير الديموقراطية أو الحروب العبثية، وأن «ما يجمع شعوبنا أكثر مما يفرقها»، لذلك بدا لي ولكثيرين أن التغيير السياسي كبير في نظرة العراق عن السابق، بعدما أدرك الجار العراق حجم الحروب العبثية التي قامت بها القيادات السابقة ضد الكويت والدول الإقليمية.. بالفعل فقد حان الوقت للنهوض بالعراق واستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب وصد الهجمات الإرهابية لا يكون إلا بتكاتف الدول العربية والأجنبية المشاركة في هذا المؤتمر وتطبيق التوصيات في البيان الختامي.
إن هذا المؤتمر يؤسس لعلاقات جديدة بين بلدينا تقوم على حفظ الدماء وعودة أواصر التعاون والشراكة، وعليه فإن الكويت كانت ومازالت تحيط بذراعيها العربي والإسلامي كل الدول العربية والإسلامية والصديقة، والكويت قائدة العمل الإنساني في العالم لن تكون إلا كما عهدها العالم وكما أسس لها عراب السياسة الخارجية أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله، كبيرة يا كويت بمواقفك الدولية عصية يا كويت على الحاقدين والعابثين.
[email protected]