رحم الله الشاعرين حسين شفيق المصري وبيرم التونسي حيث المساجلة (الحلمنتيشية) وتميزهما بالشعر (الحلمنتيشي) المتميز بالدعابة والتهكم، فتشاجر معه ذات مرة في مساجلة حلمنتيشية، فقال بيرم يخاطبه:
يا حسين يابن شفيقه..
ضجرت منك الخليقه
أبدا تحدث كالناقوس
أصواتـــا عتيقـــه
هل ترى الناقوس قد
غير في الدنيا زعيقه
وهكذا أرى بعض الكتاب في كتاباتهم.. ابتكروا «المقال الحلمنتيشي» لطرح قضية إنسانية بحتة فيضعون مانشيتات تصعب على العقول البسيطة استيعاب المعلب الجاهز، فلا تفكير لديهم خارج الصندوق، ومما أثار الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي مقال الكاتبة السعودية ميسون الدخيل تحت عنوان «إنهم يتكاثرون فلنتخلص منهم»، والذي نشر في جريدة الوطن السعودية - الاثنين 22 نوفمبر 2021.
لقد أثار عنوان المقال حفيظة الشارع البسيط من القراء، وكنت من ضمنهم، فغردت دون قراءة بقية المقال، كون الجزء الأول من المقال دخيلا على ثقافتنا العربية والإسلامية وحتى في كل الديانات «فلكبار السن حرمتهم»، وكيف لو كانوا أبناءنا وأجدادنا وأولي القربى وجيراننا؟
فإننا وإن لم نقرأ الجزء الثاني من المقال لقلنا.. إن الكاتبة قد غزت المنطقة ذات القدسية الإنسانية لدى الفرد الطبيعي.. فقد رسمت طرق التخلص من كبار السن عبر طريقتين.
نقول إن الكاتبة طرحت أفكارا تنافي المجتمع والعقيدة والإنسانية بأكملها، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يا أنس: وقّر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنة». فهذه القيم يجب أن نغرسها في نفوس النشء. إن مقال الكاتبة السعودية ميسون الدخيل سيف ذو حدين لأنها بالقلم «الحلمنتيشي» كتبت الجزء الأول من المقال، لكنها أسعفت جموح العقول البسيطة لتوضح أن على المجتمع الاستفادة من خبرات كبار السن ويجب أن نتعامل معهم فنصنفهم مستشارين لنا من خلال خبراتهم العملية والعلمية، وإن كانت الكاتبة قد ضربت مثالا بمفكر غربي أو بسياسات الدولة المتقدمة للاستفادة منهم إلا أنني أؤيد طرحها بضرورة عدم تهميشهم وأن تصنف لهم أعمال منتجة في المجتمع. أعاد بي المقال اهتمام المملكة والكويت بكبار السن، فلقد شاركت في فعالية (جدي وجدتي) التي نظمت «أونلاين» من قبل جامعة جدة حيث أشرت إلى القوانين التي تطبقها الكويت في رعاية الأجداد وكبار السن.
[email protected]