انطلقت إذاعة الكويت عبر الأثير مساء يوم 12 مايو عام 1951 بمساعدة أول صوت كويتي للراحل مبارك الميال ذاع صوته عبر الأثير من خلال جهاز لا سلكي تابع للقوات المسلحة الكويتية، وكان أول بث من غرفة في قصر نايف، وتذكر المصادر أن المغفور له بإذن الله مبارك الميال قد عمل والمهندس الهندي آنذاك على توسيع شبكة البث لتشمل الكويت وضواحيها.
تعود بنا المناسبة إلى ذكرى زمن الدولة الحديثة والعمل المخلص والدؤوب وما وصلنا إليه إلى الآن إلا بفضل الله ثم الذين عملوا على تطوير الإذاعة فنيا وبرامجيا وإعلاميا لتحتل إذاعة الكويت مكانا مرموقا بين الإذاعات الخليجية والعربية، واستمرت الإذاعة الكويتية بانطلاقتها الخالدة من قصر دسمان إلى ثمانينيات القرن حيث تم نقلها إلى مجمع الإعلام.
وفي الحديث عن إذاعة الكويت خلال الـ 71 عاما الماضية، فقد قامت الإذاعة بتعزيز دورها المعنوي في الشارع الكويتي على اختلاف الحقب السياسية الوطنية والقومية، وما مرت به الكويت في زمن القوميين العرب وزمن الاعتداءات العراقية لرئيس العراق عبد الكريم قاسم وحتى تغطيتها للغزو العراقي الغاشم، حينما بثها الإعلاميون الشرفاء من خارج الكويت عام 1990 انطلاقا من الإذاعة السرية وخروجها وبثها من منطقة الخفجي وصولا إلى بث إذاعة الكويت من القاهرة، رجوعا للوطن واستمرارها بعد التحرير لسابق عهدها بعد دحر المحتلين.
عملت الإذاعة الكويتية على القيام بدورها ومواثيقها الدولية بين إذاعات الدول العربية لتكون الصوت الذي يبعث الأمل من جديد للشعب الكويتي، لتساهم بدورها بلم شتات الفكر بين الكويتيين، وتعزير الوطنية والعربية والمحافظة على أخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف.
فكانت إذاعة الكويت الرسمية الإذاعة الولادة لإذاعات تابعة لها ومنها إذاعة القرآن الكريم الكويت، التي تقدم أروع البرامج الدينية وإذاعات تابعة تذيع برامجها بلغات مختلفة ومنها الإنجليزية والفارسية والأوردو، ونتطلع لبث إذاعي بلغات أوروبية مختلفة ومنها الفرنسية والتركية والروسية والصينية أيضا، وذلك حرصا على التعاون الإعلامي لإذاعة الكويت بين الشرق والغرب.
استطاعت الكويت أن تواكب التطور المهني وتقيم دوراتها الإعلامية والتثقيفية للعاملين في مجالها عبر سبعين عاما من الانطلاق الرسمي، وتميزت في دوراتها الإذاعية الفصلية والسنوية وببرامجها المحفورة في الذاكرة ومنها «أخبار جهينة» الذي قدمه الإذاعيان الراحلان أحمد سالم وناعسة الجندي ومسلسل «حبابة» الإذاعي الذي قدمته الفنانة القديرة الراحلة مريم الغضبان، وأيضا «بقايا ليل» للإذاعية منى الدهام ومن أهم ما كان يقدم «صباح الخير يا كويت» للإعلامية القديرة فيحاء السعيد، ناهيك عن المسلسلات الإذاعية المهمة التي تميزت بتسلسل السيناريو وإبداع فنيات الصوت والإخراج، وتميزت ببرامج الديوانيات الشعرية والحوارات السياسية مع شخصيات فاعلة على المستوى الكويتي والخليجي والعربي.. لتنال إذاعة الكويت رضا الجميع، عبر 71 ربيعا إذاعيا مزهرا.
[email protected]