منذ قيام مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو عام 1981 في أبوظبي، اجتمعت دول المجلس على تحقيق الأهداف التي تشكلت من أجلها هذه المنظومة للخليجيين أبناء جلدتنا، والتي تبنى فكرتها سمو أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، وناقشها مع رئيس دولة الإمارات الراحل سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.. استحقت شعوبنا التي جمعتها معاني الأصالة العربية والأخلاق الإسلامية سيرا في تقدمها نحو النمو والتطور والازدهار، والنجاحات على مستوى الفن والإعلام الخليجي الجامع إلى جانب المجالات الأخرى ودورها الدولي البارز.
لقد مرّ على مجلس التعاون الخليجي العديد من التحديات السياسية والإقليمية منذ التأسيس وما مرت به المنطقة من حروب «حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية» والربيع العربي الذي استطاعت دولنا وبفضل من الله وحنكة القادة الأوائل أن تعيدنا بالأمور إلى جادة الصواب، وأكد أمين عام المجلس د.نايف الحجرف مرارا أن «أمن الخليج جزء لا يتجزأ من المجلس».. وأن مجلس التعاون يشكل ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة وأنه رائد التنمية الشاملة لأنه يحافظ على الإنجازات والمكاسب ويمضي للمستقبل بكل وضوح وثقة.
إلى جانب التنسيق على مستوى القرارات الحازمة والحاسمة لمواجهة الجائحة العالمية (كوفيد-19)، وما زالت دول المجلس تقدم الامتيازات لشعوبها في حرية التنقل والسفر، وآخرها منح الخليجيين حق التنقل بالهوية بشكل رسمي بين دول مواطنيها، ولله الحمد.
وعلى الجانب الاقتصادي، شكل مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدرع الحامية لمقدرات وثروات أوطاننا من النفط والغاز، وصار فاعلا على المستوى العالمي، بل إن دول العالم المتقدم جاءت مستثمرة في خليجنا منذ أكثر من 70عاما.. وما زالت تشجعها لرفع الاقتصاد الخليجي أكثر وأكثر.
كما كانت الإنجازات فاعلة وأبرزها الاتفاقية التجارية الخليجية عام 2001 - الاتحاد الجمركي 2003 - السوق الخليجية المشتركة 2008 وبناء مؤسسات خليجية مشتركة إلى جانب تبني استراتيجيات ومفاهيم عامة متفق عليها بين الدول الست تنطلق منها دول الخليج لتنمية القطاع الاقتصادي الخليجي وتبني الحوار الاقتصادي الجماعي مع الدول الصناعية والتجارية الكبرى.
وكما بذل القادة الراحلون الجهد لتكريس مبدأ الوحدة الخليجية عبر هذه المنظمة ولجانها وهيكلها.. وعلى خط القادة الكبار العظام الراحلين عنا، سيكون القادة الجدد رعاة التقدم والتنمية الشاملة بكل أبعادها لشعوبنا، ومن المشاريع التنموية القادمة والمنتظرة إكمال مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج العربي، وبناء جسور وسكك حديد تربط دول المجلس ليكون اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي.. وتحقيق الرؤى الاقتصادية المختلفة خلال أربعة عقود نحو الوحدة الخليجية المتكاملة.
[email protected]