انطلقت صافرة تشغيل المرحلة الأولى من مصفاة الزور.. وتم الإعلان عن التشغيل للمصفاة كأحد روافد الإنعاش التجاري في البلاد.
وتعتبر مصفاة الزور أحد اكبر المشاريع الاقتصادية الضخمة في الدولة، وذلك لأهميتها في تغذية الاحتياج المحلي من الوقود البيئي الذي يتميز بأنه احد موارد الطاقة النظيفة في البلاد.
والجدير بالذكر أن كل وحدة من الوحدات في المحطة وتلك المصافي الصغيرة، تتمتع بطاقة تكريرية تبلغ حوالي ثلث الطاقة الإجمالية و«أن الوحدات الثلاث ذات حجم مماثل ولديها القدرة على معالجة ما يتراوح بين 200 ألف و220 ألف برميل من النفط يوميا».
تعد مصفاة الزور الجديدة إحدى المبادرات الاستراتيجية للشركة البترولية المتكاملة وأكبر المشاريع العالمية لبناء مصفاة جديدة لتكرير النفط، وذلك بهدف التوسع في الطاقة التكريرية للمصافي، حيث ستبلغ 615 ألف برميل يوميا، وتكرير 535 ألف برميل يوميا من خليط من النفوط الكويتية الثقيلة مع النفط الخام للتصدير.
واللافت أن مشروع المصفاة أكبر مجمع لوحدات إزالة الكبريت من الزيت المتخلف من وحدة التقطير الجوي ARDS في العالم، وصممت فيه وحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل، والتي تعمل على إزالة المواد الشمعية وإنتاج ديزل فائق الجودة ذي محتوى كبريتي منخفض جدا، طبقا للمواصفات الأوروبية المستقبلية.
وتتمتع هذه الوحدات بنظام تبريد مائي ذي دائرة مغلقة سهلة التطبيق والتحكم بالحرارة، كما أن المواد المستخدمة تقلل من تعرضها لعملية التآكل.
وتكنولوجيا.. تطبق أحدث تقنيات الشبكة الرقمية للتحكم الميداني Field Bus Foundation في شتى أرجاء المصفاة لأول مرة في تاريخ مصافي النفط الكويتية.
كما أن عمل الشبكة الرقمية يعمل بكفاءة عالية في تشخيص الأعطال من خلال خاصية التعرف الذاتي السريع.
كما أنه يتيح تنفيذ التعديلات في المستقبل بطريقة أسهل دون الرجوع إلى غرف التحكم.
ولذلك تتميز مصفاة الزور بمردودها العالي الجودة المحلي والعالمي وبتصاميمها العالمية على أحدث المواصفات التكنولوجية والمعدات، حيث سيتم تطبيق نظام الشبكة الكهربائية للمراقبة والتحكم ENMC وذلك لأول مرة في تاريخ مشاريع الشركة البترولية المتكاملة، وذلك من أجل تحقيق أفضل إدارة ومراقبة وتحليل وإعداد التقارير.
ولمعالجة المخلفات.. ستتم إعادة واستخدام كل مخلفات غالبية المياه المستخدمة بالمصفاة الناتجة عن عمليات التكرير بتطبيق تقنية عدم تصريف السوائل (ZLD) وستبلغ طاقة التخزين 6.5 ملايين برميل من الوقود النفطي منخفض الكبريت.
ولذلك، ولله الحمد والمنة.. نحن أمام مخزون استراتيجي من الوقود باختلاف المواسم والاحتياجات.
ناهيك عن وحدات استرجاع الكبريت للحفاظ على البيئة مع وجود أنظمة دائمة الانبعاثات في معدات الاحتراق، ونظام الشعلات التي تعمل بدون إصدار أدخنة وبضجيج منخفض، إلى جانب وجود مرافق تصدير للمواد الصلبة وجزيرة صناعية للمنتجات السائلة.
وكوني أحد أفراد القطاع النفطي وشاهدا على الكثير من هذه المشاريع، فأنا متأكد أن العمل على إيجاد محطات تنتج الوقود البيئي على شاكلة مصفاة الزور هو نقلة نوعية للتنمية النفطية والاقتصادية المستدامة، وأبارك جميع الجهود، وميزتها أن هذه المصفاة ستصدر النفط ذا الجودة العالية والنظيف ليكون نفطنا الأجود عالميا.
[email protected]