كانت الورشة مهمة جدا بالنسبة لي وللحاضرين.. تلك التي عقدت في المكتبة الوطنية وشاركت فيها بحضوري الشخصي قبل أيام والتي انطلقت بالشراكة ما بين وزارة الإعلام الكويتية والاتحاد الأوروبي تحت عنوان «التواصل الإستراتيجي في مكافحة الإرهاب».
وهدفت الورشة بدعوة مجموعة من النخب والشخصيات الإعلامية والرسمية، إلى الحديث حول الشراكة في الإستراتيجيات التي من شأنها محاربة ومكافحة الإرهاب، تلك الظاهرة التي استشرت في مفاصل أوطاننا، فكرا وواقعا مجسدا في الكثير من الدول خلال فترة ما يسمى الربيع العربي، وإجمالا لا نستطيع أن ننكر أن هناك فكرا متطرفا إرهابيا ويشهد الواقع السياسي في الدول العربية منذ أكثر من عشر سنوات بعدم الاستقرار الأمني إلى الآن.. وبعض الإعلام كان مساهما بالتضليل وتزييف الحقائق وبعضها كان ينقل الحدث بواقعية وصدق وأمانة مهنية.. وللإرهاب إعلام أيضا.
تميزت هذه الدورة بأن الوفد القادم من الاتحاد الأوروبي رأى بأم عينه الجهود التي تبذلها الكويت في محاربة الإرهاب، وتبين للوفد امتعاض الحاضرين من الرفض لحق الكويت بمنحه «الشنغن» ورفض الاتحاد الأوروبي جاء على خلفية إعدام محكومين، وكان الحديث عن تمكين الأمن السيبراني، لاسيما أن هناك هجمات إلكترونية على حسابات مهمة ومواقع ومنصات إعلامية مهمة، ولاحظت اتفاق الطرفين على أهمية تعزيز دور الأمن السيبراني من الهجمات الإرهابية وحمايته.
كما ركزت الورشة على إستراتيجيات مكافحة الخطاب القائم على التطرف في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، بالتعاون بين وزارة الإعلام والاتحاد الأوربي من خلال ابتكار آليات جديدة للحد من الإرهاب آنف الذكر، لترتكز الشراكة على ثلاثة أسس أولها.. مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال بإستراتيجية دعم فني من قبل الاتحاد الأوربي يعتمد على تصميم برنامج يتناسب واحتياجات الكويت كاملة.
أما الركيزة الثانية، فهي أن يكون هناك صك تعاون بين الكويت والاتحاد الأوربي في التعاون القضائي بين الأخير ودول مجلس التعاون ككل ولأن الكويت لاعب استراتيجي مهم، أتت الشراكة، لتؤكد وزارة الإعلام الكويتية أن الورشة هدفها مكافحة التطرف، ولأول مرة تقام مثل هذه الورشة في منطقة الخليج العربي.
أما عن رأيي في كيفية تحقيق الشراكة بين وزارة الإعلام والاتحاد الأوروبي، فيجب أن يقوم على التنسيق بينهما، والحد من الابتزاز والإرهاب الإلكتروني، ولمنع حدوث الجرائم السيبرانية، وأن أهم عناصر وطرق مكافحة الإرهاب تحقيق التكامل بين المؤسسات التربوية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن أن وسائل الإعلام والوسائل الأمنية يقع على عاتقها دور التكامل والتنسيق بين الطرفين حين الكشف عن الاختراقات والهجمات الإرهابية وكيفية مكافحتها والوقاية منها.. وهكذا فإن وزارة الإعلام شريك رئيسي في الحد من الإرهاب الإلكتروني بجميع أشكاله كمسؤولية مهنية ووطنية ودولية.
[email protected]