تعود ذكرى تأسيس إذاعة الكويت بنا هذا العام بـ 72 عاما من العطاء الإعلامي، تلك الوسيلة الإعلامية الكويتية الأولى التي انطلقت كويتيا في الـ14 من مايو عام 1951 لتكون النافذة على الأخبار المحلية والعربية والدولية، ويكفينا أنها لم تنقطع عنا يوما وفي أصعب الظروف عندما بثت صوتها من الخارج وعبر الأثير ليصل إلى قلوب كل الصامدين المقاومين للاحتلال الغاشم عام 1990.. إنها إذاعة الكويت عابرة الزمن عبر الأثير.
ولنتذكر من أسسوا هذا الصرح الإعلامي الكويتي الشامخ والدور الكبير وما قامت به من بث الوعي المجتمعي وتعزيز الثقافة العربية والإسلامية، والوقوف إلى جانب الشعوب العربية في حقبات الحروب ونهضات المجتمعات العربية والإسلامية.
انطلقت إذاعتنا عبر الأثير ليصدح أول صوت للراحل مبارك الميال الذي أذاع صوته عبر الأثير من خلال جهاز لا سلكي تابع للقوات المسلحة الكويتية، وكان أول بث من غرفة في قصر نايف، وتذكر المصادر أن المغفور له بإذن الله مبارك الميال قد عمل والمهندس الهندي آنذاك على توسيع شبكة البث لتشمل الكويت وضواحيها، وتبعت لها إذاعات أخرى منها إذاعة القرآن الكريم ـ الكويت، التي تقدم أروع البرامج الدينية وإذاعات تابعة تذيع برامجها بلغات مختلفة ومنها الإنجليزية والفارسية والأوردو، ونتطلع لبث إذاعي بلغات أوروبية مختلفة ومنها الفرنسية والتركية والروسية والصينية أيضا، وذلك حرصا على التعاون الإعلامي لإذاعة الكويت بين الشرق والغرب.
كما تعد إذاعة الكويت بأنها مدرسة إذاعية رائدة خدمت الشخصيات الإعلامية الكويتية والخليجية والعربية بإظهار المواهب والمهارات، واهتمت الإذاعة بمهارات العاملين بها عبر الدورات الإذاعية المهنية، وتميزت في دوراتها الإذاعية الفصلية والسنوية وببرامجها المحفورة في الذاكرة ومنها «أخبار جهينة» الذي قدمه الإذاعيان الراحلان أحمد سالم وناعسة الجندي ومسلسل «حبابة» الإذاعي الذي قدمته الفنانة القديرة الراحلة مريم الغضبان، وأيضا «بقايا ليل» للإذاعية منى الدهام، ومن أهم ما كان يقدم «صباح الخير يا كويت» للإعلامية القديرة فيحاء السعيد وبرنامج «نافذة على التاريخ»، ناهيك عن المسلسلات الإذاعية المهمة التي تميزت بتسلسل السيناريو وإبداع فنيات الصوت والإخراج.
وتميزت الإذاعة ببرامج الديوانيات الشعرية والحوارات السياسية، وبثت الإذاعة العديد من الأغاني بالألحان الكويتية والخليجية والعربية، والكثير من المسلسلات الإذاعية التي شارك فيها الممثلون الرواد ومنهم الراحلون، رحمهم الله، الفنانون أحمد الصالح وخالد النفيسي وعبد الحسين عبد الرضا وعلي المفيدي وعائشة إبراهيم وطيبة الفرج رحمهم الله جميعا، وتألقت الإذاعة بأصوات الفنانات الكويتيات كالقديرة حياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح وباسمة حمادة والفنانين والفنانات العرب.
وتستمر الإذاعة بتكريم سيرة النخب من أهل الثقافة والفن على اختلافه وتأسف على الراحلين من المؤثرين في المجتمع الكويتي وتنعاهم بما يليق بدورهم وأثرهم.
فقد نعت الإذاعة الفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر الذي وافته المنية في الكويت عن 81 عاما ويعتبر الراحل صاحب مسيرة غنائية طويلة لاقت أغانيه الكويتية زخما شعبيا كبيرا على الساحة الفنية الكويتية.
إن الإذاعة الكويتية مستمرة بعطائها المتميز وببرامجها وطواقمها الإذاعية الوطنية من الشباب الكويتي المجتهد، وعلينا أن نعترف بعظم دورها، إنها إذاعة الكويت عبر الأثير عابرة الزمن.
[email protected]