جاءت زيارة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى بريطانيا تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إضافة تقدير ومحبة وشراكة على صفحات تاريخ طويل من العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى مائة وأربعة وعشرين عاما من الزمان.
ومن يتصفح كتب المؤرخين الكويتيين يعرف دور بريطانيا منذ القرن الثامن عشر في البلاد، بل تميزت العلاقات بين البلدين من خلال أول اتفاقية حماية عسكرية دخلت الكويت تحت مظلة المملكة المتحدة عام 1899، وصولا الى حماية الكويت بعد استقلالها وتصدير أول شحنة نفط كويتية حتى إقرار الدستور وهكذا بقيت العلاقات بين الكويت وإنجلترا يسودها الاحترام والتقدير، وهناك عمق في العلاقة بين الشعبين البريطاني والكويتي.
ولعلي أشعر بالغبطة وأنا أشاهد مدى الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية والإستراتيجيات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، وتلك الأجواء الاحتفالية والحفاوة دليل على عمق العلاقات والصداقة الرفيعة المستوى بين الكويت والمملكة المتحدة، وبالحقيقة كان تصريح السفيرة البريطانية في الكويت عن هذه الزيارة، بأن الكويت أكبر المستثمرين في بلادها منذ عام 1953 حينما أسس «مكتب الاستثمار الكويتي» في لندن، الذي يعتبر الرحم الاستثماري الذي خرجت منه الصناديق السيادية في الكويت والاستثمارية أيضا، منذ التأميم عام 1975.
والجدير بالذكر أن الكويت وبريطانيا تتعاونان في مجالات الأمن السيبراني والعسكري منذ عام 1991 ووقعت اتفاقيات خلال هذه الزيارة مما يبشر بموجة استثمارات كويتية في المملكة المتحدة قادمة، ونريد من بريطانيا أن تكون المستثمر الاقتصادي الأكبر في الكويت، وأن يعزز التعاون في مجالات أخرى في الثقافة والفنون والآداب والحضارات.
وكمواطن كويتي سررت بتوقيع اتفاقية الشراكة الاستثمارية، وعلى مستوى الخارجيتين الكويتية والبريطانية توقيع مذكرة تفاهم بالذكرى 125 للشراكة الكويتية - البريطانية في عام 2024، مما يجعلنا نتفاءل بمزيد من التقدم والازدهار خلال العقود المقبلة، لتكون بريطانيا حاضنة للاستثمارات الكويتية الضخمة.
[email protected]